11 فناناً يشاركون في ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة
• انطلق من أمام بحيرة قارون لإنتاج أفلام قصيرة من وحي التراث والطبيعة
بين رمال الصحراء ومياه بحيرة قارون، انطلقت فعاليات ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر، وتستمر فعالياته حتى 23 الجاري، بمشاركة 11 فناناً مصرياً متميزاً في مجال الرسوم المتحركة، حيث يتجولون بين معالم مدينة الفيوم الساحرة- جنوب القاهرة، لاستلهام أفلام قصيرة تعكس ثراءها التاريخي والبيئي.
بدأ الفنانون رحلتهم الإبداعية بزيارة إلى بحيرة قارون، التي تُعد موطناً لأكثر من 88 نوعاً من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، قبل أن ينتقلوا إلى هرمَي هوارة واللاهون، اللذين يعودان إلى عصر الملك أمنمحات الثالث من الأسرة الفرعونية الـ 12، حيث استلهموا تفاصيل الحضارة المصرية القديمة من خلال جدران «المتاهة» الأثرية الشهيرة.
وشملت الجولة أيضاً زيارة إلى قرية «تونس»، التي تشتهر بصناعة الفخار، وتحوَّلت إلى مركزٍ للإشعاع الثقافي والفني، بفضل جهود الفنانة السويسرية إيفيلين بيوريه، إضافة إلى متحف الكاريكاتير، الذي أسسه الفنان التشكيلي محمد عبلة.
من جانبه، أكد قوميسير الملتقى، محمد ربيع، أن الهدف الأساسي من هذا الملتقى هو إنتاج 11 فيلماً قصيراً باستخدام تقنيات متنوعة، مثل: 2D وCut-out وFull Animation، لافتاً إلى أن هذه الأعمال ستتناول موضوعات متنوعة، تشمل: تنشيط السياحة، والحرف البيئية المميزة، والتاريخ العريق لمدينة الفيوم، الذي يمتد من العصر الفرعوني، مروراً بالحقبة الإغريقية، وصولاً إلى العصر الإسلامي.
فيما أعرب الفنان مصطفى السواح، صاحب أعمال، مثل: «حلم الفضاء»، و«عصام والمفتاح»، عن حماسه لمشاركته في الملتقى، وقال: «الفيوم تمثل مصدر إلهام لا ينضب، بجمعها الفريد بين الحضارات المختلفة».
وأوضح أحمد الصباح، مخرج مسلسل «الأزهر» الشهير، كيف أثرت زيارته لقرية تونس ووادي الحيتان في مفاهيمه الفنية. أما الفنان خالد شاهين، أحد مشاركي مسلسل الرسوم المتحركة المحبوب «بكار»، فأكد أهمية هذه الملتقيات، باعتبارها منصة لتبادل الخبرات والتواصل بين أجيال مختلفة من الفنانين.
من جانبها، ذكرت مشرفة الفوج الفني ولاء فرج أن الملتقى يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى تعزيز صناعة الرسوم المتحركة في مصر، بعد النجاح الكبير الذي حققه الملتقيان السابقان اللذان أُقيما في مدينتي القاهرة والعريش، مؤكدة أهمية هذا الفن في تشكيل الوعي الثقافي للأطفال، وتعزيز السياحة الثقافية، من خلال أعمال تجمع بين الجمال البصري والمضمون التراثي الثري.
ومن المنتظر أن يختتم الملتقى فعالياته بعرض الأفلام التي أنتجها المشاركون في الملتقى، ويُتوقع أن تشكل إضافة نوعية لسجل الأعمال الفنية المستوحاة من التراث والطبيعة المصرية.