«لابا - لوياك» تختتم ورشة «فنون الخطابة والمهارات الصوتية»

• قدمها مدرب الأصوات سالم الجحوشي في الكويت لطلاب «الجوهر»

نشر في 21-08-2025
آخر تحديث 20-08-2025 | 18:05
اختتمت أكاديمية لوياك للفنون (لابا)، ضمن برنامج الجوهر، ورشة تدريب على فنون الخطابة والمهارات الصوتية، قدَّمها مدرب الأصوات سالم الجحوشي في الكويت، وهو ممثل مسرحي يمني ومذيع وكاتب ومخرج، تخرَّج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت عام 1982، ويعمل كصوت معتمد في قناة الجزيرة منذ عام 2005.

على مدار خمسة أيام، قدَّم الجحوشي للمشاركين تعريفاً معمقاً بمفهوم الصوت كأداة تعبيرية محورية في العمل الإعلامي، بمختلف ألوانه، مستعرضاً أثره في إيصال الرسائل وتعزيز التأثير، سواء في التقارير الإذاعية، أو الأفلام الوثائقية، أو حتى في الخطب الجماهيرية.

المشاركون تدربوا على كيفية التحكم في درجات الصوت المختلفة وتوظيفها وفق طبيعة النص والمحتوى



مفاهيم نظرية وتمارين عملية

وركَّزت الورشة على المبادئ الأساسية للتعرُّف على مركز الصوت الذي تبدأ منه الكلمة أو تفتتح به الجُمل الخطابية أو الإذاعية أو غيرها، ومفاهيم مثل «مساحة الصوت»، التي تتضمَّن طول وعرض الصوت، ودرجاته المختلفة، ومعرفة السلم الموسيقي، مع تدريب المشاركين على كيفية التحكم في درجات الصوت المختلفة، وتوظيفها وفق طبيعة النص والمحتوى.

كما شملت الورشة تمارين عملية في التنفس وقوة الصوت، ساعدت الحضور على استكشاف إمكانياتهم الصوتية، وبالتالي التعرُّف على كيفية تطويرها، وكذلك لإدراك أهمية تمارين التنفس في تحسين قدرات الأجهزة المسؤولة عن الصوت في الجسم البشري، والتي تصل إلى 14 عضواً، بما في ذلك: الحنجرة، والقصبة الهوائية، والحجاب الحاجز، والأنف، والفم، والبلعوم، إلى آخر أجهزة الصوت.

وسلَّط الجحوشي الضوء على أهمية الكلمة، بوصفها كلمة السر في أي أداء صوتي، فهي حاوية المعنى الذي يقتضي تحسين الأداء الصوتي لكي يصل هذا المعنى على أفضل وأمثل شكلٍ ممكن للمتلقي والمستمع، موضحاً أن ذلك يتحقق عبر التحوُّل من عملية «القراءة» التي تؤدي إلى أداء رتيب لا يتوافق مع المعنى المتضمن فيما تتم قراءته، إلى عملية «الأداء»، تأكيداً لقاعدة تقول إن «القراءة تقتل المعنى، وإن حياة المعنى في الأداء». كما أوضح أن القراءة تؤدي إلى الرتابة التي تؤدي إلى ملل المستمع.

وذكر المدرب العيوب الشائعة في الأداء الصوتي، مثل: الصراخ، أو عدم معرفة المذيع أو القارئ لمركز الصوت، موضحاً أنه «كلما علا الصوت قل المنطق».

أُتيحت للمشاركين فرصة التطبيق العملي، من خلال تسجيل مقاطع صوتية خاصة بهم، بعد توضيح المهارات الواجب استخدامها في قراءة النص، ثم الاستماع إليها في الورشة، وتحليلها بإشراف مباشر من المدرب، الذي قدَّم لهم ملاحظات احترافية فردية ساعدتهم على تحسين أدائهم، وفهم نقاط القوة والضعف في أصواتهم.

المدرب قدم مادة عن أنواع الدراما الإذاعية ومكوناتها من المؤثرات الصوتية والحوار بين المؤدين أو الممثلين



بين الصوت والصورة



وفي سياق الورشة، عرض المدرب سالم الجحوشي مجموعة من المواد المصوَّرة والفيديوهات، إضافة إلى تقارير صوتية سبق أن قدَّمها بصوته، كنماذج توضيحية استخدمها لبيان الكيفية التي يُسهم فيها الصوت بتعزيز الصورة المرئية، وبناء تجربة سمعية- بصرية متكاملة.

كما ناقش مع المشاركين الفروق الجوهرية بين الأداء الصوتي في المواد المصوَّرة، حيث يعمل الصوت داعماً للصورة، وبين الأداء الإذاعي الخالص، الذي يعتمد فيه المستمع كُلياً على الصوت لتشكيل الصورة الذهنية، كما هو الحال في الدراما الإذاعية أو التقارير الإخبارية المسموعة.

وقد أتاحت هذه النماذج للمشاركين فهماً أعمق لأهمية التوازن بين العناصر السمعية والبصرية، ودور الأداء الصوتي في تشكيل المعنى والتأثير.

وقدَّم المدرب مادة عن الدراما الإذاعية وأنواعها، ما بين تاريخية أو اجتماعية أو غيرها، ومكوناتها، مثل: المؤثرات الصوتية، والحوار بين المؤدين أو الممثلين.

تفاعل كبير

حظيت الورشة بتفاعلٍ كبير من المشاركين، الذين أثنوا على كفاءة المدرب، وثراء المادة العلمية والعملية التي قُدِّمت خلال الأيام الخمسة، مشيدين بالأجواء التفاعلية والداعمة التي وفَّرتها أكاديمية «لابا» لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتنمية مهاراتهم.

وتلقى المشاركون عدداً من التدريبات التي أمكن لهم بواسطتها التعرُّف على «تكنيك الصوت»، وهي المهارات اللازمة لكي يصل المعنى بأفضل وجهٍ ممكن، وهي تكنيكات تعتمد على معرفة مركز الصوت والوقفات وأنواعها والضغط على الكلمات وغيرها.

يُذكر أن «الجوهر» للتدريب الإعلامي هو البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، وقد أطلقته أكاديمية لابا- لوياك عام 2020، بهدف تمكين الشباب العربي من أسس إعداد وتقديم حلقات حوارية ناجحة، وتدريبهم على أبجديات الإعلام على يد نخبة من الإعلاميين العرب المحترفين، وتتوج الورش التدريبية بمحاورة ضيوف رياديين تركوا بصمة واضحة في شتى المجالات بالوطن العربي، حيث بلغ عدد ورش «الجوهر» التدريبية حتى اليوم 61 ورشة، وزاد عدد مستفيديه على 535 مستفيداً.

وينفذ «الجوهر» برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، وجريدة «الجريدة»، وشركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو)، وفندق فوربوينتس شيراتون.

back to top