الاحتلال يقسّم الضفة... ويستدعي 60 ألفاً لنسف غزة

• «حماس» تشن هجوماً استثنائياً على «لواء كفير» وتحاول أسر جنود برسالة ميدانية
• مصر: حان الوقت لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لردع العدوان الإسرائيلي

نشر في 21-08-2025
آخر تحديث 20-08-2025 | 20:03
لقطة نادرة لصاروخ إسرائيلي قبل انفجاره بمخيم جباليا أمس (أ ف ب)
لقطة نادرة لصاروخ إسرائيلي قبل انفجاره بمخيم جباليا أمس (أ ف ب)
استدعى جيش الاحتلال 60 ألفاً من الاحتياط لنسف مدينة غزة والضغط على «حماس» لإرغامها على قبول صفقته لإنهاء الحرب، في وقت أقر خطة استيطان ضخمة تشطر الضفة الغربية وتمهّد لمحو مشروع الدولة الفلسطينية.

في وقت تسعى سلطات الاحتلال إلى تشديد ضغوطها الميدانية على «حماس» مع استمرار التفاوض غير المباشر بينهما تحت سقف النار، أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خطة السيطرة على مدينة غزة، وأمر، أمس، باستدعاء 60 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية.

وقال كاتس، عقب الإعلان عن الخطوة رسمياً: «نستدعي الآن جنودنا في الاحتياط والخدمة النظامية لتحقيق إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس وإنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل».

وأشار خلال زيارته القيادة الجنوبية، برفقة رئيس الأركان إيال زامير، إلى أنه أتاح للقوات الإسرائيلية «استخدام كل الوسائل والقوة لضرب (حماس) حتى قهرها».

وزعم أنه «بمجرد انتهاء العملية، فسيتغير وجه غزة، ولن تبدو كما كانت في الماضي».

في غضون ذلك، أوضح متحدث باسم جيش الاحتلال أن 20 ألف جندي احتياط تم استدعاؤهم مسبقاً سيتلقون إشعارات بتمديد أوامر خدمتهم، مبيناً أن الجيش بدأ فعلياً الاستعدادات لتوسيع الهجوم نحو مدينة غزة ضمن عملية «عربات جدعون 2».

هجوم استثنائي

وتزامن الإعلان الرسمي عن الاستدعاء مع إصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء لسكان جباليا باتجاه الجنوب تمهيداً لبدء عملية واسعة في المنطقة الواقعة بضواحي مدينة غزة، فيما تحدثت مصادر ميدانية وأوساط عبرية عن هجوم نوعي ومركّب نفذته «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، في خان يونس وتضمن رصد محاولة للسيطرة على مقر مستحدث لـ«لواء كفير» في خان يونس جنوب القطاع، إضافة إلى محاولة أسر جنود.

وفي وقت أشار البعض إلى أن الهجوم يعد رسالة تحذير ميدانية للقوات الإسرائيلية التي تستعد للتعامل مع أنفاق شمال غزة، وصفت هيئة «كان» العبرية، الحدث بأنه غير مسبوق، بعد عامين من الحرب، وقالت إن خلية مكونة من نحو 20 فرداً حاصرت الموقع لعدة ساعات قبل وصول إسناد عسكري تضمن مروحيات ودبابات.

ماكرون ينسق عربياً وينتقد دناءة نتنياهو

وأكدت نقل 3 جنود إلى المستشفيات بعد إصابتهم، مشيرة إلى أن 8 مسلحين سقطوا في الاشتباك المباشر، فيما انسحب باقي أفراد الخلية بعد العملية التي وصفها الجيش بأنها هجوم منظم واستثنائي.

استيطان ومحو

على جبهة أخرى، أعلنت إسرائيل موافقتها النهائية على مشروع «منطقة E1» الاستيطاني المثير للجدل في الضفة الغربية المحتلة، الذي من شأنه تقسيم المنطقة إلى شطرين بصورة فعلية وعزل القدس الشرقية عن المناطق الفلسطينية.

وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن «الدولة الفلسطينية لا تُمحى بالشعارات، بل بالأفعال»، في تعليق على إقرار المخطط الذي يتضمن بناء 3400 وحدة استيطانية تفصل الضفة الغربية عن القدس الشرقية التي تسعى السلطة المتمركزة في رام الله لجعلها العاصمة المستقبلة للدولة الفلسطينية.

تحذيرات ومماطلة

وفور الإعلان عن خطط استدعاء جنود الاحتياط وإقرار الاستيطان الواسع بالضفة، تعالت التحذيرات والتنديدات الدولية من تنفيذ الخطوات، التي من شأنها أن تفاقم مأساة المدنيين في القطاع عموماً ومدينة غزة خصوصاً، وسط شح المساعدات ودمار المستشفيات، وغياب الأماكن الآمنة التي يمكن أن يلجأ إليها السكان، كما حذرت عدة عواصم عربية وعالمية من خطوات الاحتلال لفرض واقع ميداني يقضي على فرص «حل الدولتين».

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدداً أن «الهجوم العسكري على مدينة غزة لن يؤدي سوى إلى كارثة فعلية للشعبين» الفلسطيني والإسرائيلي.

وكتب ماكرون على منصات التواصل يقول: «العملية ستجرّ المنطقة إلى حرب دائمة»، مشيراً إلى مباحثات هاتفية أجراها مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني.

وأمس الأول، تصاعد الخلاف بين فرنسا وإسرائيل، بسبب قرار باريس الاعتراف بدولة فلسطين، إذ اتّهم نتنياهو ماكرون بـ«تأجيج معاداة السامية»، ما دفع «الإليزيه» إلى الرد بحدّة، وعَدّ تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي «دنيئاً ومبنياً على مغالطات».

كما أعلنت برلين رفضها لخطط إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية بغزة وطالبت الدولة العبرية بوقف مخططات الاستيطان في الضفة الغربية فوراً.

في موازاة ذلك، شدد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي على أنه حان الوقت «ليس فقط لإدانة العدوان الإسرائيلي وسياسته الممنهجة للإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية، بل لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمه لردعه، بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية».

من جهته، جدد العاهل الأردني رفض بلده التصريحات الإسرائيلية بشأن رؤية «إسرائيل الكبرى» وخطط ترسيخ احتلال غزة وخطط الاستيطان بالضفة الغربية، فيما أكد وزير خارجيته أيمن الصفدي أن «نتنياهو يقود مشروعاً استيطانياً لإبقاء المنطقة رهينة الصراع عبر قتل فرص السلام».

مماطلة المفاوضات

وجاءت التحذيرات الدولية، في وقت أكدت مصادر مصرية، أن تل أبيب لم ترد على مقترح الوسطاء بالتهدئة بعد مرور 48 ساعة من تسلمها للمقترح الذي أعلنت «حماس» قبوله.

وفي تعليق ضمني على بيان مكتب نتنياهو بشأن تمسكه بإطلاق سراح كل الرهائن في أي صفقة، لفتت المصادر المصرية إلى أنه «لا سبيل لخروج المحتجزين الإسرائيليين في غزة، إلا من خلال المفاوضات».

وبينما اتهمت أسر الرهائن الإسرائيلية حكومة بنيامين نتنياهو بالمخاطرة بمصير ذويهم وبالمماطلة في قبول الصفقة التي تنقذ أرواحهم لتحقيق مكاسب سياسية، أضافت المصادر أن اتصالات مصرية مكثفة تتم مع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لحث تل أبيب على التعامل بصورة إيجابية مع مقترح الوسطاء للتهدئة الذي يتضم اطلاق سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والأموات بغزة مقابل إطلاق سجناء فلسطينيين وإقرار هدنة لمدة 60 يوماً لتحسين الأوضاع الإنسانية بالقطاع الذي ينتشر به الجوع وبدء مباحثات فورية أشمل لإنهاء الحرب.

في هذه الأثناء، أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل 58 فلسطينياً جراء الاعتداءات الإسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما أفاد وزير الشباب الإماراتي سلطان النيادي بأن مساعدات بلده للقطاع عبر الجو والبر والبحر زادت على مليار ونصف المليار دولار.

back to top