ترامب وبوتين يسعيان لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل

• خامنئي يترك الباب موارباً للتفاوض ويرى الوساطة الروسية عاملاً مساعداً

نشر في 20-08-2025
آخر تحديث 19-08-2025 | 20:34
ترامب مع ضيوفه الأوروبيين في البيت الأبيض أمس الأول (أ ف ب)
ترامب مع ضيوفه الأوروبيين في البيت الأبيض أمس الأول (أ ف ب)

كشف مصدر مطلع في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي لـ «الجريدة»، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً غير معلن مع خامنئي مساء أمس الأول، أطلعه خلاله على مضمون مباحثاته الأخيرة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ألاسكا، والتي تطرقت إلى الملف الإيراني بشكل مباشر.

وبحسب المصدر، أبلغ بوتين خامنئي أنّ ترامب كلفه نقلَ رسالة واضحة إلى طهران، مفادها أنّ واشنطن تسعى إلى اتفاقية سلام شاملة مع إيران، لا تقتصر على تطبيع العلاقات الثنائية، بل تشمل أيضاً معاهدة سلام مع إسرائيل ووقف الأعمال العدائية بين الطرفين.

وأضاف أنّ ترامب اعتبر أنّ إيران لا تجني أي مصلحة قومية من انخراطها في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، بل إنّ التعاون مع إسرائيل قد يخدم مصالحها أكثر، لاسيما أنّ للطرفين أعداء مشتركين، في حين تبقى الدول العربية، بحسب تعبيره، غير مستعدة للتحول إلى حليف لإيران في أي حال من الأحوال. وبناءً على ذلك، رأى أنّ على طهران أن تسعى إلى اتفاق مع إسرائيل يضع حدّاً للمواجهة القائمة، على غرار إنهاء حربها مع العراق، ملوِّحاً بأنّ خامنئي، بدلاً من أن «يتجرّع كأس السم»، يمكنه هذه المرة أن «يتجرّع كأس السلام».

اقرأ أيضا

ولفت إلى أنّ ترامب أبدى مرونة في مقاربة شكل التسوية، مقترحاً أن تختار طهران بين عدم الاعتراف الرسمي بإسرائيل مع وقف الأعمال العدائية، أو السير في مسار شبيه بتركيا التي تعترف بإسرائيل مع احتفاظها بخطاب سياسي ناقد. واعتبر أنّ مصلحة إيران تكمن في التعاون مع الإسرائيليين بدلاً من استنزاف نفسها في مواجهة «لا طائل منها».

وذكر المصدر أنّ ترامب دعا إلى صيغة تفاوض غير مباشرة، بحيث تضمن موسكو التزام إيران في حين تضمن واشنطن التزام إسرائيل، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام مفاوضات مباشرة برعاية مشتركة إذا وافقت طهران. وأكد أنّ تل أبيب مستعدة للدخول في قنوات تفاوضية علنية أو سرية، هدفها وضع «خطوط حمر» متبادلة تمنع الانزلاق إلى مواجهة جديدة.

وأشار إلى أنّ ترامب حاول إغراء القيادة الإيرانية بالبعد الاقتصادي، عبر تأكيده أنّ أي اتفاق سيؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية سريعاً ويفتح الباب أمام إيران لتطوير برنامج دفاعي «معقول» والاحتفاظ بعلاقاتها مع أطراف إقليمية مثل «حزب الله» اللبناني، فضلاً عن أنّ دمج إيران في «السلام الإبراهيمي» سيجعلها مؤهلة للتحول إلى قوة اقتصادية مهمة في المنطقة، وهو طرح يعكس رؤية ترامب القائمة على استخدام الحوافز الاقتصادية لفرض التسويات السياسية.

في المقابل، كشف المصدر أنّ خامنئي ردّ بأنّ طهران لا تمانع في مبدأ التسوية مع واشنطن، لكنها تعتبر أنّ أي اتفاق مع إسرائيل يبقى مشروطاً بحل القضية الفلسطينية وفق ما يرضي الشعب الفلسطيني ويتماشى مع القوانين الدولية، ورأى أنّ تجاهل هذه المسألة يجعل أي سلام «غير قابل للحياة».

وأضاف أنّ إيران تطالب بضمانات أميركية واضحة بوقف استهدافها أو تهديدها مستقبلاً، والالتزام الصارم بأي اتفاق يتم التوصل إليه، ورفع العقوبات قبل أن تباشر طهران تنفيذ التزاماتها.

وختم المصدر بالتأكيد أنّ العقبة الأساسية أمام أي تفاهم تكمن في انعدام الثقة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة، حيث أبلغ خامنئي بوتين أنّه لا يمكن الركون إلى تعهدات واشنطن أو شخص ترامب. غير أنّه ترك الباب موارباً أمام وساطة روسية، مشيراً إلى أنّ دخول موسكو كضامن لأي اتفاق قد يشكّل عاملاً مشجعاً على التفاوض.

back to top