لبنان يتمسك بـ«يونيفيل» ويحذر مجلس الأمن من عدم التجديد
• سلام يبحث في الأردن وقف التصعيد بالمنطقة وعزل إسرائيل عالمياً
مع انطلاق مداولات مجلس الأمن حول مشروع القرار الفرنسي لتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة في لبنان لمدة عام، أكد الرئيس جوزيف عون، أمس، تمسّكه ببقاء «يونيفيل» في الجنوب، «تنفيذاً للقرار الدولي 1701 واستكمال انتشار الجيش حتى الحدود».
وأبلغ عون قائد «يونيفيل»، اللواء ديوداتو أبانيارا، أثناء استقباله له في القصر الجمهوري أن لبنان بدأ اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول الشقيقة والصديقة لتأمين التمديد للقوة الأممية مدة عام واحد حتى 31 أغسطس 2026 والتصويت لمصلحته في 25 الجاري.
وشدد عون على ضرورة التمديد للقوة الدولية للحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب، ومواكبة تمركز الجيش اللبناني، بعد قرار الحكومة زيادة القوى اللبنانية العاملة في الجنوب إلى 10 آلاف عسكري».
ولفت إلى أن «يونيفيل» تؤدي «واجباتها كاملة وتنتشر في بلدات ومواقع عدة لها أهميتها في الحفاظ على الأمن بالجنوب»، معتبرا أن «أي تحديد لمدة انتدابها مغايرة للحاجة الفعلية إليها سيؤثر سلباً على الوضع في الجنوب الذي لا يزال يعاني احتلال الكيان الإسرائيلي مساحات من أراضيه».
وبحسب وسائل إعلام عدة، فإنّ إسرائيل والولايات المتحدة تعارضان تمديد ولاية هذه القوة التي تنتشر منذ عام 1978 في الجنوب للفصل بين لبنان والاحتلال، وتضم أكثر من 10 آلاف جندي من نحو 50 دولة.
وتأتي المباحثات في مجلس الأمن بعدما التزمت السلطات اللبنانية بتجريد حزب الله من سلاحه قبل نهاية العام، في إطار تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحزب، على وقع ضغوط أميركية، وتخوّف من أن تنفّذ إسرائيل تهديدات بحملة عسكرية جديدة ما لم يتم نزع سلاح الحزب المدعوم من إيران.
في موازاة ذلك، أكد رئيسا وزراء لبنان نواف سلام، والأردن جعفر حسان، أمس، ضرورة بذل كل الجهود «لوقف التصعيد الخطير في المنطقة والحرب على غزة والاعتداء على الضفة الغربية».
وأشاد سلام بدور الملك عبدالله الثاني في دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في كل المراحل، مؤكدا أنها «مواقف تاريخية واستراتيجية مقدّرة».
وقال سلام إن «صوت الأردن مسموع في العالم، ولبنان يحتاج إلى هذا الدور بهذه المرحلة التي يمر بها»، مؤكدا أن «إسرائيل من عزلة إلى عزلة في العالم، في ظل ما تقوم به من إجراءات في الضفة الغربية المحتلة ومجازر بقطاع غزة».
وأكد حسان، خلال استقباله سلام في عمان، أن «الواقع لا يشير إلى وهم إسرائيل الكبرى، بل إلى المنبوذة المعزولة المحاربة المحاصرة، بسبب سياسات التوحش والتطرف التي تنتهجها». وأضاف: «نسمع عن رؤى وطروحات مغزاها استدامة الحرب بلا نهاية، مثل الأوهام عن إسرائيل الكبرى لدى الساسة المتطرفين في إسرائيل».
وأشار إلى أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية أمر مُدان، ولا بُد من إتمام اتفاقية وقف إطلاق النار بالكامل ووقف الاعتداءات المستمرة على الأراضي اللبنانية».
وأكد حسان وقوف الأردن إلى جانب لبنان ودعم سيادته وأمنه واستقراره وازدهاره، وبسط مؤسساته لسلطاتها وسيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، والتعاون مع مؤسساته.
في هذ الأثناء، أثمر تعاون لبنان الأمني والاستخباري الوثيق مع العراق كشف وتفكيك واحد من أكبر مصانع تصنيع مادة الكبتاغون المخدرة في الشرق الأوسط والموجود بمنطقة البقاع.
وأكدت مديرية أمن لبنان، في كتاب إلى «الداخلية» العراقية، أن هذا التعاون الاستخباري «عكس متانة العلاقة وجسّد الدور الريادي للعراق في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، وفي مقدمتها آفة المخدرات التي تُعد الخطر الأكبر على الأمن المجتمعي العربي».