بكين تعزز انفتاحها على الهند وتعمّق علاقاتها بباكستان
في مؤشر على تهدئة التوترات الإقليمية بين العملاقين الآسيويين، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائه نظيره الهندي سوبرامنيام جيشنكار، أمس، أن العلاقات بين بلديهما تسير في «منحى إيجابي» نحو التعاون، مشيراً إلى استئناف الحوار على جميع المستويات والحفاظ على السلام في المناطق الحدودية كدليل على عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي.
وعشية زيارته لباكستان لعقد الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي، شدد وانغ على أنه ينبغي على الصين والهند «النظر إلى بعضهما البعض كشركاء وفرص، لا كخصوم أو تهديدات»، لافتاً إلى استئناف «الحوار على جميع المستويات» و«الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية» كدليل على أن العلاقات الثنائية تسير في «منحى إيجابي للعودة إلى مسار التعاون الرئيسي».
وقبل محادثات رئيس الوزراء ناريندرا مودي مع وانغ، أعلن مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، أن رئيس حكومته سيزور الصين الشهر الجاري لأول مرة منذ 2018 للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي.
وأكد دوفال أن الزيارة تحمل «طاقة جديدة» في العلاقات الثنائية. ورد وانغ قائلاً إن الصين «تعلق أهمية كبيرة» على حضور مودي، مضيفا أن التاريخ يثبت أن علاقة مستقرة بين البلدين تخدم مصالحهما الجوهرية على المدى الطويل.
وخلال زيارته، بحث وانغ مع مودي وعدد من كبار المسؤولين، الحدود المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، حيث تواصلت المواجهة منذ الاشتباك الدموي عام 2020 في منطقة لاداخ الذي أسفر عن قتلى من الجانبين. ويتوقع أن يتصدر جدول الأعمال خفض عدد القوات المتمركزة على الحدود واستئناف الأنشطة التجارية.
وتحسنت العلاقات منذ أكتوبر الماضي حين التقى مودي بالرئيس شي جينبينغ لأول مرة منذ خمس سنوات في روسيا. كما يناقش الجانبان حاليا استئناف التجارة الحدودية المتوقفة منذ عام 2020، إلى جانب بحث استئناف الرحلات الجوية المباشرة وإصدار التأشيرات السياحية.
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في ظل اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية متزايدة بين نيودلهي وواشنطن بفعل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب ودفعه نيودلهي وبكين إلى مراجعة مسار علاقاتهما.
بالتوازي، أعلنت الخارجية الصينية أن وانغ سيزور باكستان اليوم ولمدة 3 أيام لعقد الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية محمد إسحاق دار. وتشكل هذه الجولة محطة مهمة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين بكين وإسلام آباد في ظل المتغيرات الإقليمية.
وفي خطوة جديدة تعزز موقعها في قطاع الابتكار الفضائي التجاري، أطلقت الصين الصاروخ الحامل «ليجيان-1 واي10» وعلى متنه سبعة أقمار صناعية من موقع تجريبي، وتمكن من إيصال الأقمار السبعة إلى مداراتها المحددة.
إقليميا أيضاً، نفذت قوات بحرية من الفلبين وأستراليا وكندا إبحارا مشتركا في بحر الصين الجنوبي، بمشاركة الفرقاطة الفلبينية «خوسيه ريزال»، والمدمرة الأسترالية «بريسبان»، والفرقاطة الكندية «فيل دي كيبيك». وأكد مسؤول عسكري فلبيني أن العملية، التي جرت في المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، ليست موجهة ضد أي دولة، في إشارة إلى الصين، التي سبق أن طالبت مانيلا بالتوقف فوراً عن الاستفزاز، وحذرتها من توغل سفنها بشكل غير قانوني في المياه الإقليمية قبالة جزيرة هوانغيان داو، وتسببت في خلق وضع معقد ومتوتر في البحر.