فيضانات باكستان... هدمت الجبل وقضت على البشر
يكافح عناصر الإنقاذ في شمال باكستان لانتشال الجثث من تحت الركام، بعدما تسبّبت الفيضانات المفاجئة الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في مقتل أكثر من 321 شخصاً في الساعات الـ48 الماضية.
ووقع أكبر عدد من الضحايا في ولاية خيبر بختونخوا الجبلية المحاذية لأفغانستان، والتي سجلت وحدها 307 وفيات، وفق هيئة إدارة الكوارث المحلية.
ولقي معظم الضحايا حتفهم جراء الفيضانات المفاجئة وانهيار منازل، ومن بين القتلى 15 امرأة و13 طفلاً، كما أُصيب ما لا يقل عن 23 شخصاً.
وقالت هيئة الإنقاذ الإقليمية، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إنّ نحو ألفي عنصر يشاركون في انتشال الجثث من تحت الركام وتنفيذ عمليات الإغاثة في 9 مناطق متضرّرة حيث لا تزال الأمطار تعوق الجهود.
وذكر محمد خان أحد سكان مقاطعة بونر التي شهدت 91 حالة وفاة: «عندما استيقظت صباحاً كانت الأرض التي تزرعها عائلتنا منذ أجيال، والحقل الصغير حيث كنا نلعب الكريكت على مدى سنوات، قد اختفيا».
وأضاف الرجل البالغ من العمر 48 عاماً «يبدو كأن الجبل انهار، المنطقة مغطاة بالطين والصخور الضخمة»، مشيراً إلى أنه انتشل «19 جثة من تحت الركام».
وتابع «نواصل البحث عن أقارب مفقودين، وفي كل مرة نعثر على جثة نشعر بحزن عميق ولكن أيضاً بارتياح لمعرفة أنّ العائلة ستتمكن من استعادة الجثة».
وقال سيف الله خان (32 عاماً) إنّ مقاطعة بونر الواقعة في ولاية خيبر باختونخوا، لا تزال تحت وقع الصدمة، موضحاً أنّ «السكان يقومون بجمع الجثث ويقيمون صلاة الجنازة عليها... ولكن ما زلنا لا نعرف من هو على قيد الحياة ومن فارقها».
وقال سيد محمد طيب شاه من الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث، إنّ «أكثر من نصف الضحايا قُتلوا بسبب سوء نوعية الأبنية»، موصياً بتنظيف مزاريب المنازل بانتظام لتجنب تراكم المياه الذي قد يتسبب في انهيار الأسطح.