رياح وأوتاد: طرائف أصبحت اقتراحات بقوانين... وفيزا الزيارة

نشر في 17-08-2025
آخر تحديث 16-08-2025 | 20:08
 أحمد يعقوب باقر

معظمنا سمع عن فيلم غزو الكويت الذي تم عرضه قبل الغزو بسنوات، ولم أكن أعلم بوجود هذا الفيلم إلا أثناء الاحتلال، وذلك عندما أحضره أحد الإخوة وشاهدناه فيديو في ديوانية العم أحمد الوهيب، يرحمه الله، مختار القادسية التي كنّا نتجمع فيها أثناء الاحتلال، فإذا هو فيلم كوميدي عن دخول القوات الأميركية لتخليص الكويت من الاحتلال العراقي، فهل ترى استوحى صدام فكرة غزوه للكويت من هذا الفيلم؟ وهل شجّعه الساسة الأميركيون، بناء على هذا الفيلم، على الغزو عبر سفيرتهم جلاسبي، التي أبلغت صدام «أنهم لا يتدخلون في الخلافات بين الدول العربية المتجاورة».

في السينما الأميركية أفلام كثيرة خيالية عن أحداث درامية وسرقات كبيرة وقصص القتل الجماعي والمتسلسل تحولت إلى أحداث حقيقية نتيجة لإعجاب أو تأثُّر البعض بها.

وفي الكويت، هل استوحى بعض الساسة أعمالهم واقتراحاتهم من الأعمال المسرحية الكوميدية؟

هناك مسرحية مشهورة لسعد الفرج وخالد النفيسي يقول فيها «بلشتونيا مع احتياطي الأجيال، لازم الحكومة تعطي كل واحد من احتياطي الأجيال، وتقول له كيفك انت وأجيالك»، فتحولت هذه الطرفة إلى اقتراح حقيقي لبعض أعضاء مجلس الأمة.

وهناك نكتة إسقاط القروض التي قذفها مفتاح أحد المرشحين أثناء إلقاء المرشح خطابه التمثيلي، فتلقّفها المرشح، ولاقت استحسان الجمهور، فوضعها بعض النواب في برامجهم.

وهناك طرفة أخرى ارتجلها حسين عبدالرضا في مسرحية «باي باي لندن»، عندما تكلّم مازحاً عن نقل بار الخمور إلى الكويت، فأصبح هذا الحوار الكوميدي اقتراحاً نيابياً في أحد المجالس الأخيرة.

وهناك المسلسل الشهير، درب الزلق، عن تثمين بيت «بن عاقول» وثراء أبنائه، فأصبح تثمين مناطق بأكملها مطلباً لبعض النواب الذين اقترحوا تثمين جليب الشيوخ وغيرها.

ولا ننسى مسرحية «الكويت سنة 2000»، التي عُرضت في منتصف ستينيات القرن الماضي، وركزت في البداية على ترف فترة النفط، ثم على عدم قدرة الكويتيين على العمل في مختلف المهن بعد نضوب النفط سنة 2000، مثل تنظيف القلبان وغرف الدبس، وطالبت المسرحية بفتح مدارس لتعليم هذه المهن، والآن أصبح ما جاء في المسرحية واقعاً، والتخصصات السهلة كثيرة، أما المطلوبة فنادرة، نتيجة لإهمال بعض الحكومات وضغط المجلس لسنوات، فقرر ديوان الخدمة الأسبوع الماضي إعادة توزيع آلاف الموظفين الذين لم تعد هناك حاجة إلى تخصصاتهم في الأماكن التي يعملون بها إلى أماكن أخرى.

والمشكلة أن بعض الناخبين لا يزالون يصدقون بعض الاقتراحات النيابية، بالرغم من أنها كانت نكاتٍ مسرحية.

فيزا الزيارة

جدل كبير يدور حول الزيارات العائلية لأقارب المقيمين، وأرى أن الزيارات العائلية والسياحية معمول بها في كل بلاد العالم، والمهم أن تكون هذه الزيارات مفيدة للبلد واقتصادها، كما هي مفيدة لهذه العائلات، وهو أمر يمكن ضمانه عن طريق اشتراطات مدروسة توضع في طلب الزيارة (الفيزا)، مع متابعتها بدقّة.

back to top