في المرمى: سباحتنا بانتظار الإنقاذ
السباحة، تلك الرياضة التي تعتمد عليها الدول لجني الميداليات ورفع الرايات في البطولات العالمية والأولمبية، كانت يوماً ما مفخرة الرياضة الكويتية. كنا رقماً صعباً في المنطقة... الأبرز خليجياً، وضمن الصفوف الأولى عربياً، خاصة في الألفية الماضية، لكن فجأة، وكأن أحدهم ضغط على زر الإيقاف المؤقت، اختفت أخبار السباحة المحلية، «لا حس ولا خبر»، لا بطولات محلية، ولا مشاركات خارجية، لا نتائج... فقط صمت مائي مطبق! وكأن المسابح قد فُرش فوقها سجاد، أو أُغلقت إلى إشعار غير معلوم، واللعبة قررت تأخذ «إجازة طويلة» بدون عودة!
والمفارقة التي يصعب استيعابها أن الكويت تتبوأ أعلى هرم السباحة العالمية اليوم، من خلال شخصية بحجم حسين المسلم، رئيس الاتحاد الدولي للألعاب المائية، الذي يحظى باحترام دولي، ويقود اللعبة على مستوى العالم بحنكة وكفاءة مشهودة. ومع ذلك، المشهد المحلي غارق في الإهمال، وكأننا نعيش في عالمين مختلفين: واحد عالمي يشيد بإنجازات المسلم، وآخر محلي يطفو فيه النشاط بالكاد على السطح!
نسأل بكل عفوية: كيف لبلد يقود اللعبة عالمياً أن يعجز عن إدارتها محلياً؟ هل من المعقول أن نمتلك في كل نادٍ منشأة ألعاب مائية حديثة، ثم تُهمل السباحة وتُؤجَّر المسابح لشركات خاصة؟ يعني الدولة تصرف ملايين، والأندية تركض وراء الفلوس، وتطنش الرياضة! بأي منطق هذا؟
نحن لا نطلب المستحيل، نريد فقط أن تعود السباحة الكويتية إلى ما كانت عليه، نريد من رئيس الاتحاد الدولي حسين المسلم التعاون مع الهيئة العامة للرياضة، وأن يبادر بوضع خطة وطنية لصقل المواهب، وتطوير اللعبة من الجذور، كما على الهيئة التعاون ومحاولة الاستفادة من المنصب والخبرة التي يمتلكها الرجل لاستعادة الهيبة التي ضاعت في موجة من الإهمال الإداري، فنحن لا نحتاج إلى بطولة عالمية تقام عندنا لنصحو، بل نحتاج إلى إرادة، وعين ترى أبعد من إيجار ساعة في المسبح.
بنلتي
إذا كانت السباحة العالمية تدار بكفاءة من كويتي، فعار علينا أن تدار محلياً وكأنها لا تملك قاعاً ولا شطاً... يا جماعة، السباحة المحلية «تغرق» بهدوء، بانتظار إلقاء طوق النجاة، ويبدو أن بعض الأندية فاهمين المسبح غلط... على بالهم «عين ماء» للاستثمار العقاري!