أفلام هزت النظام

نشر في 15-08-2025
آخر تحديث 14-08-2025 | 19:25
 ليلى آل عباس

أهوى جمع الكتب القديمة لقراءة ما فاتنا من أحداث، وفي هذه الفترة اقرأ كتاباً يعود لعام 1993 للكاتب ناصر حسين.

وفي أحد الأبواب امتلأت الصفحة بعنوان «أفلام هزت النظام»، بصفحات قليلة تحدث الكاتب عن ثورة يوليو في مصر، مشيراً إلى تأثير السينما والأفلام على الشارع والنظام، بدءاً من فيلم «الله معنا» للكاتب إحسان عبدالقدوس، والذي لاقى رفضاً من ثوار ثورة يوليو، لتلميعه اللواء محمد نجيب، وتصويره بأنه صانع الثورة، بينما يرونها للجميع.

ومن ثم سيطر القطاع العام على صناعة السينما، وكانت هناك رقابة عن كثب من قادة الثورة لمعرفة مدلول الأفلام، وتم إنتاج فيلمين، الأول «ميرامار»، وهو في الأصل رواية للكاتب نجيب محفوظ، وبالرغم من سيطرتهم، فإن الفيلم لاقى رفضاً أيضاً، فرأوا أنه يسيء للاتحاد الاشتراكي، بينما لم يكن ذلك رأي الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات حينما تم عرض الأمر عليهما، وتمت الموافقة على استمرار عرضه.

أما الفيلم الثاني، فهو «شيء من الخوف»، لثروت أباظة، وكان بطل الفيلم يُدعى عتريس، وهو شخص مسيطر على قرية، مرتكباً الموبقات، تزوّج من فؤادة بالإكراه والقوة.

ولم يمر الفيلم مرور الكرام، وتحديداً مشهد ترديد أهالي القرية في مظاهرة «جواز عتريس من فؤادة باطل»، حيث تم تفسيره على أنه رمز لرفض حكم الثورة، وما هو إلا غمز ولمز، وما شد انتباهي أولاً هو عمق الفن والأدب، وفعلاً كان الفن رسالة لدرجة شد انتباه القادة والسياسيين واهتمامهم.

ثانيا، لم يشد انتباهي فيلم الله معنا، فالرسالة واضحة، أما «ميرامار» و«شيء من الخوف» فعبارة عن إيحاءات، وعلى المتلقي والمتابع فك الشيفرات وتفسيرها ورسمها على شخصيات أو أحداث واقعية.

يذكر أن هذا الأسلوب يستعمله محبّ الغموض والأغلب مَن يخشى المساءلة.

back to top