خاص

البسام يعرض «صمت» في مهرجان بإستونيا غداً

• كشف لـ «الجريدة•» عن طرد عرض صهيوني من المنافسة

نشر في 15-08-2025
آخر تحديث 14-08-2025 | 17:52

يقدِّم الفنان الكويتي العالمي سليمان البسام عمله المُتوج بالجوائز «صَـمْـت» (MUTE) يومَي السبت والأحد (16 و17 الجاري)، ضمن فعاليات مهرجان الحُرية للمسرح (Freedom Theatre Festival)، الذي يُقام بمدينة نارفا في إستونيا.

وقال البسام، لـ «الجريدة»، إن هذه المشاركة شهدت انتصاراً لحملة مقاطعة الكيان الإسرائيلي، وصولاً إلى إسقاط عرض صهيوني من برنامج المهرجان، موضحاً: «جرياً على العادة في التعاطي مع المهرجانات الأجنبية، فقد أبلغنا المهرجان بتعذُّر مشاركتنا في حال مشاركة أي عرضٍ إسرائيلي بالمهرجان، وكانت الأمور تجري على ما يُرام، لنُفاجأ حين وضع العروض على موقع المهرجان قبل أيام بإدراج عرض إسرائيلي، فقُمنا بمراسلة المهرجان، والتذكير باتفاقنا، فكان الرد أنهم سيحرصون على عدم التقاطع بين فريق عملنا وفريق العرض الصهيوني في الأماكن والفعاليات وقاعات العرض، وهو ما رفضناه رفضاً قاطعاً».

وتابع: «قُمنا باجتماع لفريق العمل، الذي يضم عناصر عربية من الكويت ولبنان وسورية وتونس، إضافة إلى عناصر أوروبية، وكان القرار حاسماً، بالتوجه لإدارة المهرجان برسالة حاسمة باستحالة القبول بالمشاركة في ظل وجود العرض الصهيوني ضمن البرنامج، أي إما نحن أو العرض الصهيوني، وهو ما كان، حيث استجابت إدارة المهرجان بإلغاء العرض الصهيوني، وإبلاغنا رسمياً بتفهمهم لموقفنا، وتضامنهم معنا. هذه المرة كان (صمت) أبلغ من كل الكلام ومن كل بيانات الشجب والإدانة والاستنكار، في موقف فني وثقافي رافض للتطبيع مع الكيان المجرم القاتل».

كتاب «صمت»

وفي الكتاب الرسمي الذي وجهه البسام باسم فريق عمله لإدارة المهرجان تم التركيز على أن برمجة العرض الإسرائيلي في «مهرجان الحُرية» أمر غير مفهوم، خصوصاً أن العرض– وفق تعريف المنشور على موقع المهرجان- يتبنَّى السردية الصهيونية، ويُروج لمعاناة الإسرائيليين، ضارباً بعرض الحائط جرائم الإبادة الجماعية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، كما في لبنان وسورية، وأن أعضاء فريق العرض الإسرائيلي صهاينة صريحون، وهم جزء لا يتجزأ من آلة الدعاية الإسرائيلية ومشاريع التبييض الثقافي، ومنهم ممثلة جندية سابقة مرموقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تتحدَّث علانية على موقعها الإلكتروني عن ضرورة تدمير مبادئ حركة المقاطعة، وفرض العقوبات على القائمين عليها.

وركَّز الكتاب على أن «الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة ليست وجهة نظر أو مسألة رأي، بل هي جريمة موصوفة وموثقة، وفق الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية».

ووصف البسام رعاية السفارة الإسرائيلية لتقديم العرض الصهيوني ضمن المهرجان، بـ «مشروع فني للإبادة الجماعية، تدعمه حكومة مكوَّنة من مجرمي حرب دوليين مطلوبين للعدالة. إنه جزء واضح من دعاية الكيان الصهيوني، التي تهدف إلى طمس معاناة الفلسطينيين والعرب، بل وطمس وجودهم كاملاً».

وذكر أنه «في ضوء الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيين الأبرياء في غزة، فإن أي شكلٍ من أشكال التطبيع مع رواية الدولة الإسرائيلية غير مقبول أخلاقياً»، شارحاً أنه «من الصعب فهم سبب اختيار مهرجان الحُرية إدراج العمل الصهيوني في برامجه أصلاً، ومن الصعب ألا نقرأ في ذلك لامبالاة أخلاقية تامة تجاه الإبادة الجماعية المستمرة عبر هذا الإدراج».

وختم البسام كتابه للمهرجان، قائلاً: «نحن على مفترق طُرق صعب ومؤسف، لكنه بالغ الأهمية: إما أن يختار مهرجانكم إلغاء العرض الإسرائيلي الذي يُروِّج للجرائم ضد الإنسانية ويُبرئها، أو نجد أنفسنا مُضطرين للتخلي عن مشاركتنا، ومقاطعة برنامجكم للأسباب نفسها».

وأكد أن «إجماع فريق العمل الأخلاقي والإنساني جاء متسقاً أصلاً مع مقولة العمل الذي يتناول المقاومة الفنية بمواجهة العنف المتصاعد والتضليل الإعلامي غير المسبوق، وأنه يطرح سؤالاً عن الأشكال المحتملة للمقاومة الفنية، وتعريف فعل المقاومة».

جوائز

يُذكر أن مسرحية «صمت» حصدت حصة الأسد من جوائز المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج المسرحية بدورتها الرابعة والعشرين في ديسمبر 2023، حيث فاز البسام بجائزة أفضل نص عن عمله «صمـت»، كما فازت الفنانة حلا عمران بجائزة أفضل ممثلة عن ذات العمل، الذي توِّج بجائزة التانيت الذهبي (الجائزة الكبرى لأفضل عمل متكامل)، بواقع ثلاث من الجوائز الرئيسية الخمس للمهرجان.

كما حاز العمل جوائز أفضل نص لسليمان البسام، وجائزة أفضل ممثلة للفنانة حلا عمران في المسابقة الرسمية للدورة الـ 31 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في سبتمبر 2024.

«صمت» تأليف وإخراج البسام، وأداء الفنانة السورية الفرنسية حلا عمران، بمرافقة موسيقية حية للثنائي التنين (Two or The Dragon) علي حوت وعبد قبيسي.

ووفق ورقة الصالة التي تُوزع على الجمهور، فإن العمل حلقة في مشروعٍ بحثي يتناول التوليفات العربية العربية لبناء لغة مسرحية مُعاصرة مُتجددة، كما يمثل استعارة لشخصية المفكِّر والفنان والإنسان الذي يختار الصمت كشكلٍ مُطلق للتعبير.

back to top