رحيل صنع الله إبراهيم... المتمرد على الواقع

• هنو: فقدنا قامة أدبية استثنائية سيظل أثرها حاضراً في وجدان الثقافة العربية

نشر في 13-08-2025
آخر تحديث 13-08-2025 | 18:54
الأديب الراحل صنع الله إبراهيم
الأديب الراحل صنع الله إبراهيم
رحل الروائي وصاحب التجربة السردية الفريدة، صنع الله إبراهيم، بعد أيام من معركته مع التهاب رئوي حاد.

عن عمر ناهز 88 عاماً، رحل عن عالمنا الأديب الكبير صنع الله إبراهيم، بعد إصابته بالتهاب رئوي نُقل على أثره إلى أحد مستشفيات القاهرة.

يُعد صنع الله إبراهيم أحد أبرز رواد الأدب المصري، وعلامة بارزة في تاريخ الرواية العربية، إذ تضم أعماله مجموعة متنوعة دخل بعضها قائمة أفضل مئة رواية عربية.

اشتهر صنع الله بالتمرد على الواقع، حيث كان ملتزماً بقضايا وطنه كذلك المهمشين، وكان ينشد العدالة والإنصاف.



قامة أدبية

ونعى وزير الثقافة المصري د. أحمد فؤاد هنو، في بيان رسمي، الأديب الراحل قائلاً:

«فقدنا قامة أدبية استثنائية، تاركاً إرثاً أدبياً وإنسانياً خالداً سيظل حاضراً في وجدان الثقافة المصرية والعربية».وأكد وزير الثقافة أن الأديب الراحل مثّل أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، وامتازت أعماله بالعمق في الرؤية، مع التزامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، مما جعله مثالاً للمبدع، الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي.

وأضاف أن فقدان صنع الله خسارة كبيرة للساحة الأدبية، فقد قدّم عبر مسيرته الطويلة أعمالًا روائية وقصصية أصبحت علامات مضيئة في المكتبة العربية، كما أثر في أجيال من الكُتّاب والمبدعين.

وُلد إبراهيم في القاهرة عام 1937م، وأدى والده دوراً كبيراً في تكوين شخصيته الأدبية، إذ زوده بالكتب والقصص وحثه على الاطلاع منذ الصغر. درس الحقوق، لكنه سرعان ما اتجه إلى الصحافة والسياسة، وانتمى إلى المنظمة الشيوعية المصرية (حدتو)، فاعتُقل عام 1959 وظل في السجن خمس سنوات حتى عام 1964م.



الإنتاج الأدبي للأديب الراحل تميز بالتوثيق التاريخي والتركيز على الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي

بعد خروجه من السجن، عمل إبراهيم في الصحافة لدى وكالة الأنباء المصرية عام 1967م، ثم انتقل للعمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968م حتى عام 1971م، قبل أن يتجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي وصناعة الأفلام. عاد إلى القاهرة عام 1974م، وتفرغ للكتابة الحرة كلياً عام 1975م.

تميز إنتاج إبراهيم الأدبي بالتوثيق التاريخي والتركيز على الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي، إضافة إلى سرد الكثير من تفاصيل حياته الشخصية.



من أشهر أعماله: رواية شرف التي تحتل المرتبة الثالثة ضمن أفضل مئة رواية عربية، واللجنة، وذات، والجليد، ونجمة أغسطس، وبيروت بيروت، والنيل مآسي، ووردة، والعمامة والقبعة، وأمريكانلي، وغيرها من الأعمال التي تحتفظ بمكانة متميزة في الأدب العربي، كما تحولت روايته «ذات» إلى مسلسل بعنوان «حكاية بنت اسمها ذات»، لعبت بطولته نيللي كريم، وباسم سمرة، وقد لاقى نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

أثار إبراهيم الجدل برفضه تسلّم «جائزة الرواية العربية» من المجلس الأعلى للثقافة عام 2003م، ونال العديد من الجوائز المهمة، مثل جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004م، وجائزة كفافيس للأدب عام 2017م.



مجموعات قصصية وإصدارات للأطفال

كتب الراحل عدة مجموعات قصصية منها: تلك الرائحة، الثعبان، أرسين لوبين، أبيض وأزرق، وله أيضاً مؤلفات للأطفال منها: رحلة السندباد الثامنة، يوم عادت الملكية القديمة، عندما جلست العنكبوت تنتظر، الدلفين يأتي عند الغروب، والحياة والموت في بحر ملون.

كما له أعمال مترجمة إلى الإنكليزية، إذ وصلت أعماله إلى القارئ العالمي عبر ترجمات إنكليزية، ما ساهم في انتشار فكره وأدبه خارج العالم العربي، ومن أبرز هذه الترجمات: اللجنة (The Committee)، تلك الرائحة (That Smell)، الجليد (Ice)، رواية 1970 وردة (Warda)، بيروت بيروت (Beirut Beirut)، العمامة والقبعة (The Turban and the Hat).

back to top