الناطقون بـ «البطحرية» 4 عمانيين و«الشحرية» مهددة

نشر في 12-08-2025
آخر تحديث 11-08-2025 | 20:48
No Image Caption

في تجمُّع أُقيم بصلالة في جنوب سلطنة عمان، يردِّد رجال بلباسهم التقليدي قصائد قديمة باللغة الجبّالية الشحرية التي لا يفهمها إلا 2 في المئة من سكان البلاد، ويتمسَّكون بتوارثها وحمايتها من الاندثار. من أعالي جبال ظفار، المحافظة التي تضم صلالة، انبثقت هذه اللغة.

يقول الباحث في التراث الشعبي علي المعشني لوكالة الصحافة الفرنسية، في لقاء نُشر أمس، إن عدد الذين يتكلمون اليوم الجبّالية الشحرية «لا يتجاوز 120 ألفاً»، مضيفاً: «إنها لغة مهدَّدة». وأشار إلى مخاوف من انقراضها، بحُكم أنها لم تدوَّن جيداً، ولم تُدرج في المناهج الدراسية.

وتعود أصول الجبّالية الشحرية إلى اللغات السامية، وتفرَّعت عنها السَّامية العربية الجنوبية، ثم لغات قديمة عاشت في ظفار، من بينها الشحرية، وأخرى باتت شبه منقرضة اليوم، مثل البطحرية، التي «يتحدثها 3 أو 4 أشخاص فقط».

ويقول المعشني عن الشحرية إنها «لغة متكاملة الأركان» تضم قواعد صرف ونحو كاملة، واستُخدمت عبر التاريخ في الأشعار والأمثال والأساطير، لكنها بقيت «لغة خام لم تُهذَّب»، لافتاً إلى أنها «لغة تاريخية قديمة جداً موغلة في عُمق التاريخ، حمتها العُزلة في ظفار».

لكن العُزلة اليوم لم تعد كافية لحماية هذا الموروث اللغوي أمام الزخم الهائل للتكنولوجيا.

فرغم تمسُّك القبائل بعاداتها وتقاليدها ولغتها، فإن معظم أفرادها يملكون هواتف ذكية، ويتفاعلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتقل كثير من أبناء الجبال إلى المدن أو خارج ظفار، مما أفقد بعضهم القدرة على تحدُّث اللغة بطلاقة.

ومع ذلك، أكد جميع مَنْ حاورتهم «أ ف ب» إصرارهم على الحفاظ على هذه اللغة ومخاطبة أطفالهم بها دائماً.

ويتمسَّك أهل ظفار بتوريث لغتهم عبر الفنون الشعبية للحفاظ عليها، فيما يتجه اليوم باحثون إلى صونها بمبادرات توثيقية.

في خيمة بمدينة صلالة في محافظة ظفار، يقول الشاعر والفنان الظفاري خالد الكثيري (41 عاماً)، بعد أن أنهى إنشاد قصيدة بالجبالية الشحرية خلال فعالية ثقافية: «القصيدة الجبّالية وسيلة نحافظ بها على هذه اللغة، ونعلِّم من خلالها الأجيال الجديدة».

back to top