في المرمى:صداع الجهراء لا ينتهي

نشر في 11-08-2025
آخر تحديث 10-08-2025 | 20:41
 عبدالكريم الشمالي

أزمة نادي الجهراء الإدارية تحوّلت من مجرّد خلاف إلى صداع مزمن ومسلسل درامي ممل من تكرار الحلقات، لكنه أيضاً لا يصل إلى نهاية! سنوات تمرّ، والصراع على الكرسي ما زال في ذروته، أما الكيان الرياضي العريق فصار ضحية بين أطراف لا تجتمع إلا على فكرة واحدة: «أنا وبس... والباقي طعن واستشكال وعرقلة!».

كل الأطراف، دون استثناء، تدّعي أنها تعمل من أجل مصلحة النادي وأنهم «أبناء النادي وعشاقه»، لكن الحقيقة المؤلمة تقول إن النادي نفسه صار ضحية «لعبة الكراسي» التي لا تنتهي... تفوز قائمة؟ الطعن جاهز في اليوم التالي. يصدر قرار من هيئة التحكيم؟ وحكم تنفيذ يواجه باستشكال سريع وطعن لإيقاف النفاذ! وهكذا نعيش في دوامة أصبحت عنواناً للعبث الإداري، ثم يأتي من يحدثك عن «تجميد النشاط وتأخر الإعداد وتأثر اللاعبين»، وكأن هذا كله ناتج عن مؤامرة من الكواكب، لا من غياب الروح الرياضية الحقيقية!

المؤسف أن هذه الأزمة لم تعد خلافاً قانونياً يمكن احتواؤه، بل تحوّلت إلى نموذج سيئ يُدرّس في «كيف تفقد مؤسستك قيمتها أمام الجمهور»، و«كيف تقتل الروح الرياضية باسم القانون» وحتى نكون منصفين، لا أحد بريء هنا، ولا أحد «ابن النادي» أكثر من غيره، فكلهم أبناء أزمة واحدة، وقصة حب لا تشبه «قيس وليلى» إلا في البكاء على الأطلال... فقط دون شعر!

مشهد كاريكاتيري بامتياز يوحي بأن نادي الجهراء تحوّل إلى ملعب إداري، كل طرف فيه يسجّل أهدافاً قانونية ضد الآخر، دون أن يهتم أحد بنتيجة المباراة الحقيقية وهي تدهور سمعة النادي، وتجميد نشاطه، وتراجع مكانته بين الأندية، والضحية الوحيدة في هذا السيرك الإداري هو النادي، وتاريخه، وجمهوره، والرياضيون الذين يُفترض أن يعمل الجميع من أجلهم، لا أحد يفكر بجدية في اللاعبين، أو الأجهزة الفنية، أو البرامج الإعدادية. لا أحد يتساءل: هل لدينا فريق جاهز للموسم؟ هل اللاعبون يشعرون بالاستقرار؟ هل الجمهور يعرف من يُدير ناديه أصلاً؟

وحتى نكون منصفين، لا أحد بريء هنا. لا أحد «ابن النادي» أكثر من غيره، ولا أحد يمكنه أن يخرج من هذه الفوضى بوسام شرف. فكلهم، بوعي أو بجهل، يساهمون في نحر اسم الجهراء وتاريخه العريق، وكأنهم في سباق لا يفوز فيه إلا... الخراب!

بنلتي

نادي الجهراء لا يحتاج إلى مجلس إدارة جديد بقدر ما يحتاج إلى نوايا جديدة، وشخوص تضع النادي فوق الطموح الشخصي، لا تحته. أما إن بقي الحال كما هو، فربما نحتاج إلى هيئة تحكيم... للشرف الرياضي أولاً!

back to top