لاريجاني يعود بمشاريع وفاق داخلية ومبادرات حلحلة خارجية
• رفع القيود عن موسوي ونجاد والإبقاء على جليلي... وضم خاتمي وروحاني للمجمع الوطني
• تعزيز العلاقات بالصين وروسيا وحلّ الخلافات مع الغرب... وتفاوض مشروط مع واشنطن
• برنامج لإعادة الشباب المثقفين وتنقيح قوانين التصادم بين النظام والشعب بدعم من المرشد
كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة» تفاصيل أول اجتماع للمجلس بقيادة أمينه العام الجديد، علي لاريجاني، موضحاً أنه تم الخميس الماضي، وعرض فيه بعض مشاريعه وأفكاره المستقبلية على الأعضاء والموظفين.
وأوضح المصدر أن لاريجاني أعلن عزمه طرح موضوع رفع أو على الأقل تخفيف، القيود المفروضة على تحرّكات زعيم الحركة الخضراء، رئيس الوزراء الأسبق، مير حسين موسوي، وكذلك الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، في أول جلسة رسمية للمجلس.
وبيّن أن الهدف هو إيجاد صيغة وفاق وطني شامل تجمع كل الأطياف السياسية، مشيراً إلى أنه طرح هذا المشروع على المرشد الأعلى علي خامنئي، ولم يعارضه في إيجاد صيغة وفاق شاملة.
وذكر أن لاريجاني أبلغ المرشد بطلبه الإبقاء على سعيد جليلي في عضوية المجلس، محذراً من أن إلغاء عضويته قد يؤدي إلى انقسامات سياسية. كما كشف عن نيته دعوة الرئيسين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني للانضمام إلى ما سماه «جمع الوفاق الوطني الشامل».
وأفاد بأن لاريجاني أكد أنه سيتسلم ملفات العلاقات مع الدول الكبرى، وسيعمل على تعزيز الشراكات مع الصين وروسيا، إلى جانب السعي لحلحلة الخلافات مع أوروبا والولايات المتحدة. وأضاف أن لاريجاني يعتقد بضرورة أن تكون أي مفاوضات جديدة مع واشنطن مباشرة، مع الحصول أولا على ضمانات بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وضمان التزام الولايات المتحدة بأي اتفاق عبر تعهّدات من الصين وروسيا و«الترويكا» الأوروبية، إضافة إلى ضمانات بعدم وجود تهديدات عسكرية أو أمنية.
وفيما يتعلّق بمطلب طهران الحصول على تعويضات عن الضربات العسكرية الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية خلال حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل، والتي كان وزير الخارجية عباس عراقجي قد طرحها، نقل المصدر عن لاريجاني قوله إن واشنطن أبلغت الجمهورية الإسلامية، عبر رسائل شفهية، بإمكانية حصولها على هذه الأموال من خلال قنوات متعددة، من بينها بعض المبادرات الاقتصادية الإقليمية.
إيران تنقل ما تبقّى من برنامجها النووي لمخابئ سرية و«الموساد» يلاحق 15 كادراً
وأوضح لاريجاني أن مطالبة إيران بالتعويضات تحمل في جوهرها بُعداً معنوياً أكثر من كونها سعياً للحصول على موارد مالية، مشدداً على أن الأولوية بالنسبة لطهران تكمن في انتزاع اعتراف أميركي صريح بالمسؤولية عن «الخطأ» المتمثل في انتهاك سيادة إيران.
وأكد، وفق المصدر، ضرورة زيادة دعم إيران لجبهة المقاومة في المنطقة، ورفع القدرات الأمنية، خاصة في المجالات التكنولوجية، باعتبار أن أكبر ثغرة تواجه إيران حالياً هي الأمن التكنولوجي.
كما شدد على ضرورة العمل لإعادة الشباب الإيرانيين المثقفين من الخارج، وتأمين الظروف التي تشجعهم على العودة، معتبراً أن خسارتهم لا تقل خطورة عن الاختراقات الأمنية.
وأوضح المصدر أن لاريجاني تحدث مطولاً مع المرشد والرئيس مسعود بزكشيان حول ضرورة تغيير السياسات الاجتماعية، مشيراً إلى أن وحدة الشعب خلال حرب الـ 12 يوماً أظهرت أن الإيرانيين لا يسعون لإسقاط النظام، بل يطالبون بإصلاحات في مجالات الحريات العامة وحلّ الأزمات الاقتصادية. وأكد أهمية سد الفجوة بين النظام والجيل الشاب الذي، رغم اختلافه مع الجيل الأول للثورة، يلتزم بحماية البلاد.
وكشف عن خطته لتشكيل مجموعة تعمل على تنقيح القوانين التي تسبب التصادم بين النظام والشعب، أو تدفع النخب للهجرة، ووقف هذه القوانين بقرارات من المجلس الأعلى للأمن القومي وبموافقة المرشد.
إلى ذلك، شدد الرئيس الإيراني، خلال لقائه مديري وأصحاب وسائل الإعلام، أمس، على أن «الحوار والمباحثة لا يعنيان الهزيمة أو الاستسلام»، في إشارة إلى معارضته لتفسيرات أنصار التيار المتشدد ورفضها استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة التي توقفت عقب شن إسرائيل حرب الـ 12 يوما في يونيو الماضي.
جاء ذلك في وقت ذكرت صحيفة التلغراف أن السلطات الإيرانية نقلت العلماء المتبقين وعناصر برنامجها النووي، إلى «مخابئ سرية آمنة» في طهران أو مدن شمال البلاد، بعد أن قضت إسرائيل على نحو 30 من كوادره.
وأفادت الصحيفة البريطانية، في تقرير أمس الأول، بأنها حصلت على أسماء أكثر من 15 من العلماء المتبقين، الواردة أسماؤهم ضمن قائمة إسرائيلية تضم نحو 100 مختص نووي إيراني، يسعى «الموساد» إلى وضعهم بين خيارين، إما تغيير مسارهم المهني أو اللحاق بزملائهم ممن قتلوا خلال الحرب.