الاحتلال يحاكي حرباً بكل الساحات ويعبئ 430 ألف جندي
• نتنياهو يدافع عن خطة تدمير غزة... وسموتريتش يشكك في قدراته ويدق مسماراً بنعشه
• كاتس يُبقي الانتشار بالضفة... واجتماع عربي طارئ لمواجهة تداعيات اجتياح القطاع
بالتزامن مع تصديق مجلس الوزراء الإسرائيلي بهيئته الموسعة على خطة احتلال غزة بالكامل، ومنحه وزير الدفاع يسرائيل كاتس صلاحية استدعاء 430 ألف جندي احتياطي حتى 30 الجاري، استعداداً لتوسيع القتال، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بدء تدريب مفاجئ يحاكي أحداثاً متنوعة في جميع الساحات لفحص درجة الجاهزية والاستعداد.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان، إن رئيس أركان الجيش إيال زامير أشرف على التدريب من مقر القيادة العليا، مشيراً إلى أنه «يتم في التمرين تطبيق عدة سيناريوهات واقعية متعددة الساحات، من بينها تنفيذ العِبَر المستخلصة من أحداث السابع من أكتوبر»، في إشارة إلى هجوم حركة حماس الذي أشعل فتيل حرب غزة الحالية. وأوضح المتحدث أن المناورة تتم بمشاركة معظم الهيئات والقيادات في الجيش، بما فيها الوحدات الخاصة، لافتاً إلى «تنفيذ سيناريوهات معقدة، بهدف فحص جاهزية الجيش وآليات الانتقال من حالة الروتين إلى حالة الطوارئ، وأداء القيادات على مستوى هيئة الأركان والمناطق».
في موازاة ذلك، نقلت أوساط عبرية عن قائد الجيش قوله إن دخول القوات إلى مركز مدينة غزة سيبدأ في أكتوبر المقبل».
فقدان ثقة
وجاءت التحركات التدريجية التي تمهّد لخطوة السيطرة العسكرية الكاملة على غزة، رغم المعارضة الداخلية التي يتقدمها رئيس الأركان زامير، والضغوط الدولية الخارجية التي تمارس على الدولة العبرية لكبحها، في وقت هدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، وعضو «الكنيست» عن الحزب، تسفي سوكوت، بالدعوة إلى انتخابات مبكّرة احتجاجاً على قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) الصادر الخميس بشأن السيطرة الكاملة على مدينة غزة، مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه، باعتباره «لا يكفي».
وليل السبت ـ الأحد، قال سموتريتش، في بيان مطول، إنه بعد اجتماع المجلس الوزاري الأمني، لم يعد يثق بأن نتنياهو «يسعى إلى قيادة الجيش لتحقيق النصر الحاسم باستسلام (حماس) الكامل، أو سحقها وتدمير القطاع والسماح بالهجرة الطوعية لسكانه».
ودعا سموترتيش رئيس الوزراء إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الوزراء، وإعلان عدم وجود أي توقّف آخر للحرب، وعدم إبرام أي صفقات جزئية مع «حماس» تسمح بإطلاق الأسرى وإقرار هدنة.
وأتى تشكيك سموتريتش؛ الذي وضع مسماراً بنعش الائتلاف الحاكم، في وقت أفاد مصدر إسرائيلي رسمي بأن «الباب لم يُغلق أمام إمكانية التوصل إلى صفقة» بشأن غزة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تمارس مع الوسطاء، مصر وقطر، ضغوطاً على «حماس» وتل أبيب في محاولة لإعادة تحريك مسار المفاوضات المتعثرة وإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع قبل انطلاق العملية العسكرية الشاملة.
وفي وقت وجد نتنياهو نفسه بين فكّي كماشة، إذ لا ترضي خطته الهجومية الجديدة بغزة الجناح اليميني المتشدد بحكومته، فضلاً عن تسبُّبها في موجة تحذيرات عالمية تهدد بإدخال الدولة العبرية في عزلة دبلوماسية واسعة، دافع رئيس الوزراء عن تحرُّكه المرتقب، قائلاً إن إسرائيل ليس هدفها احتلال القطاع، بل تحريره من «حماس» وإنهاء التهديد الذي يشكله عليها. وأوضح أن حكومته حددت «5 أهداف لوقف الحرب؛ أولها إطلاق سراح الرهائن»، زاعماً أن عمل قواته سينتهي فور «إفراج حماس عن المحتجزين وإلقاء السلاح».
وأشار إلى أن «الكابينت طلب من الجيش السيطرة على المنطقة المركزية في غزة للقضاء على معقلين متبقيين للحركة»، معتبراً أن ذلك سيكون السبيل السريع لإنهاء الحرب في أقرب وقت.
وفي ظل تنامي المخاوف الدولية من تسبب الخطوة في تفاقم الكارثة الإنسانية مع دخول قوات الاحتلال إلى المناطق المكتظة بنحو 2.1 مليون مدني، تحدث رئيس الوزراء عن عمله بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إقامة شريط أمني داخل القطاع، وزيادة مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، متهماً الحركة الفلسطينية بالاستيلاء على المعونات والتسبب في أزمة الجوع بالقطاع. وأكد نتنياهو أنه يجري العمل على تسليم القطاع لإدارة مدنية لا تتبع «حماس»؛ التي قال إنها لا تزال تمتلك آلاف المقاتلين أو السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تلك الإدارة قد تتبع دولة أخرى.
ووسط ترقّب لساعات حاسمة تعيشها الدولة العبرية، مع بروز الخلاف بين سموترتيش ونتنياهو، الذي حذّر الأول من ثمن باهظ في حال إسقاط الائتلاف الحاكم، طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين بإضراب عام الأحد المقبل ضد خطة الحرب، وذلك لشلّ الاقتصاد، فيما خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب، احتجاجاً على خطة تصعيد الإبادة.
تحركات دولية
على الصعيد الدولي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة عاجلة لمناقشة نوايا إسرائيل الخاصة بالسيطرة على مدينة غزة واحتلالها، فيما أكد بيان لوزراء خارجية 8 دول أوروبية أن القطاع المنكوب جزء من دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ووسط إجماع دولي شبه كامل على معارضة خطة إسرائيل لتوسيع سيطرتها بغزة، أكدت المندوبة الأميركية ليندا غرينفيلد، خلال جلسة مجلس الأمن، دعم واشنطن لحليفتها الرئيسية بالمنطقة في «خطواتها لتحرير المحتجزين وحتى تلقي (حماس) السلاح وتنهي النزاع من أجل فتح صفحة جديدة للغزيين من دونها».
في المقابل، اعتبر نائب مندوب بريطانيا، جيمس كاريوكي، أن النهج الإسرائيلي ليس مساراً نحو الحل أو إنهاء الصراع وإطلاق سراح المحتجزين، بل نحو «سفك مزيد من الدماء»، داعياً طرفي حرب غزة إلى المشاركة في مفاوضات جادة لوقف النار.
من جهته، شدد مندوب الجزائر على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن موطنه وحقوقه ونؤمن بقدرته على الصمود ضد إسرائيل التي أعلنت عن خطتها وكأن القطاع ليس تحت الاحتلال والحصار.
في السياق، صرح مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، مهند العكلوك، أمام اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، بناء على طلب فلسطين، بأن إسرائيل ترسّخ نهجها الاستعماري بخطط احتلال القطاع بشكل كامل، وتستخدم التجويع كسلاح إبادة جماعية، مشيراً إلى أن تل أبيب حوَّلَت المساعدات الإنسانية إلى «مصائد موت» للفلسطينيين في القطاع.
وفي حين تواصل تدفق شاحنات المساعدات المحدود من الحدود البرية المصرية إلى القطاع، وصلت طائرة مساعدات كويتية تحمل 10 أطنان من المواد الطبية إلى مطار العريش المصري، تمهيداً لإرسالها إلى غزة، فيما نفذت القوات الجوية الأردنية إنزالات جوية تحمل 93 طناً من المواد الغذائية بمشاركة عدة دول.
ضحايا وصواريخ
ميدانياً، أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على أنحاء متفرقة من القطاع عن سقوط 61 قتيلاً، من بينهم 35 من منتظري الحصول على مساعدات غذائية، فيما توفي 5 أشخاص جراء سوء التغذية والمجاعة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال اعتراض صاروخين انطلقا من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وعلى جبهة أخرى، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي، أن الجيش قضى على 80 بالمئة من مصادر التهديد في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال سيبقى موجوداً في مخيمات شمال الضفة حتى نهاية العام على الأقل.
وجاء ذلك في وقت هدد وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، بتفكيك السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة وسحقها، رداً على التقارير بأن رئيسها محمود عباس سيعلن - بصورة أحادية - عن قيام الدولة الفلسطينية، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
تل أبيب: نحن سبب ما يحدث في لبنان
زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمره الصحافي، أن «حرب إسرائيل في لبنان ساعدت الحكومة بالبدء في مساعي نزع سلاح حزب الله»، مدعياً أن «ما يحدث حالياً في لبنان سببه إسرائيل».
وعن المواقف الأوروبية الرافضة للحرب، قال نتنياهو: «سننتصر بدعمكم أو من دونه»، مشيراً إلى أن إسرائيل تعرضت لانتقادات كبيرة من أغلبية الناس.
إلى ذلك، اتصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالرئيس جوزيف عون وقدم تعازيه باستشهاد العسكريين الستة في حادثة وادي زبقين في قضاء صور، وأبلغه بوقوفه إلى جانب لبنان، واستعداده لتأمين الدعم اللازم للجيش في هذه الفترة الدقيقة لتمكينه من القيام بدوره في حفظ استقرار لبنان وسيادته وسلامة أراضيه.
وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان، إن رئيس أركان الجيش إيال زامير أشرف على التدريب من مقر القيادة العليا، مشيراً إلى أنه «يتم في التمرين تطبيق عدة سيناريوهات واقعية متعددة الساحات، من بينها تنفيذ العِبَر المستخلصة من أحداث السابع من أكتوبر»، في إشارة إلى هجوم حركة حماس الذي أشعل فتيل حرب غزة الحالية. وأوضح المتحدث أن المناورة تتم بمشاركة معظم الهيئات والقيادات في الجيش، بما فيها الوحدات الخاصة، لافتاً إلى «تنفيذ سيناريوهات معقدة، بهدف فحص جاهزية الجيش وآليات الانتقال من حالة الروتين إلى حالة الطوارئ، وأداء القيادات على مستوى هيئة الأركان والمناطق».
في موازاة ذلك، نقلت أوساط عبرية عن قائد الجيش قوله إن دخول القوات إلى مركز مدينة غزة سيبدأ في أكتوبر المقبل».
فقدان ثقة
وجاءت التحركات التدريجية التي تمهّد لخطوة السيطرة العسكرية الكاملة على غزة، رغم المعارضة الداخلية التي يتقدمها رئيس الأركان زامير، والضغوط الدولية الخارجية التي تمارس على الدولة العبرية لكبحها، في وقت هدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، وعضو «الكنيست» عن الحزب، تسفي سوكوت، بالدعوة إلى انتخابات مبكّرة احتجاجاً على قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) الصادر الخميس بشأن السيطرة الكاملة على مدينة غزة، مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه، باعتباره «لا يكفي».
وليل السبت ـ الأحد، قال سموتريتش، في بيان مطول، إنه بعد اجتماع المجلس الوزاري الأمني، لم يعد يثق بأن نتنياهو «يسعى إلى قيادة الجيش لتحقيق النصر الحاسم باستسلام (حماس) الكامل، أو سحقها وتدمير القطاع والسماح بالهجرة الطوعية لسكانه».
ودعا سموترتيش رئيس الوزراء إلى عقد اجتماع جديد لمجلس الوزراء، وإعلان عدم وجود أي توقّف آخر للحرب، وعدم إبرام أي صفقات جزئية مع «حماس» تسمح بإطلاق الأسرى وإقرار هدنة.
وأتى تشكيك سموتريتش؛ الذي وضع مسماراً بنعش الائتلاف الحاكم، في وقت أفاد مصدر إسرائيلي رسمي بأن «الباب لم يُغلق أمام إمكانية التوصل إلى صفقة» بشأن غزة، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تمارس مع الوسطاء، مصر وقطر، ضغوطاً على «حماس» وتل أبيب في محاولة لإعادة تحريك مسار المفاوضات المتعثرة وإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع قبل انطلاق العملية العسكرية الشاملة.
دفاع نتنياهو8 دول أوروبية تؤكد أن القطاع جزء من دولة فلسطين... وبن غفير يهدد بتفكيك السلطة وسحقها
وفي وقت وجد نتنياهو نفسه بين فكّي كماشة، إذ لا ترضي خطته الهجومية الجديدة بغزة الجناح اليميني المتشدد بحكومته، فضلاً عن تسبُّبها في موجة تحذيرات عالمية تهدد بإدخال الدولة العبرية في عزلة دبلوماسية واسعة، دافع رئيس الوزراء عن تحرُّكه المرتقب، قائلاً إن إسرائيل ليس هدفها احتلال القطاع، بل تحريره من «حماس» وإنهاء التهديد الذي يشكله عليها. وأوضح أن حكومته حددت «5 أهداف لوقف الحرب؛ أولها إطلاق سراح الرهائن»، زاعماً أن عمل قواته سينتهي فور «إفراج حماس عن المحتجزين وإلقاء السلاح».
وأشار إلى أن «الكابينت طلب من الجيش السيطرة على المنطقة المركزية في غزة للقضاء على معقلين متبقيين للحركة»، معتبراً أن ذلك سيكون السبيل السريع لإنهاء الحرب في أقرب وقت.
وفي ظل تنامي المخاوف الدولية من تسبب الخطوة في تفاقم الكارثة الإنسانية مع دخول قوات الاحتلال إلى المناطق المكتظة بنحو 2.1 مليون مدني، تحدث رئيس الوزراء عن عمله بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إقامة شريط أمني داخل القطاع، وزيادة مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، متهماً الحركة الفلسطينية بالاستيلاء على المعونات والتسبب في أزمة الجوع بالقطاع. وأكد نتنياهو أنه يجري العمل على تسليم القطاع لإدارة مدنية لا تتبع «حماس»؛ التي قال إنها لا تزال تمتلك آلاف المقاتلين أو السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن تلك الإدارة قد تتبع دولة أخرى.
ووسط ترقّب لساعات حاسمة تعيشها الدولة العبرية، مع بروز الخلاف بين سموترتيش ونتنياهو، الذي حذّر الأول من ثمن باهظ في حال إسقاط الائتلاف الحاكم، طالبت عائلات الرهائن الإسرائيليين بإضراب عام الأحد المقبل ضد خطة الحرب، وذلك لشلّ الاقتصاد، فيما خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب، احتجاجاً على خطة تصعيد الإبادة.
تحركات دولية
على الصعيد الدولي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة عاجلة لمناقشة نوايا إسرائيل الخاصة بالسيطرة على مدينة غزة واحتلالها، فيما أكد بيان لوزراء خارجية 8 دول أوروبية أن القطاع المنكوب جزء من دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ووسط إجماع دولي شبه كامل على معارضة خطة إسرائيل لتوسيع سيطرتها بغزة، أكدت المندوبة الأميركية ليندا غرينفيلد، خلال جلسة مجلس الأمن، دعم واشنطن لحليفتها الرئيسية بالمنطقة في «خطواتها لتحرير المحتجزين وحتى تلقي (حماس) السلاح وتنهي النزاع من أجل فتح صفحة جديدة للغزيين من دونها».
في المقابل، اعتبر نائب مندوب بريطانيا، جيمس كاريوكي، أن النهج الإسرائيلي ليس مساراً نحو الحل أو إنهاء الصراع وإطلاق سراح المحتجزين، بل نحو «سفك مزيد من الدماء»، داعياً طرفي حرب غزة إلى المشاركة في مفاوضات جادة لوقف النار.
من جهته، شدد مندوب الجزائر على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن موطنه وحقوقه ونؤمن بقدرته على الصمود ضد إسرائيل التي أعلنت عن خطتها وكأن القطاع ليس تحت الاحتلال والحصار.
في السياق، صرح مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، مهند العكلوك، أمام اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، بناء على طلب فلسطين، بأن إسرائيل ترسّخ نهجها الاستعماري بخطط احتلال القطاع بشكل كامل، وتستخدم التجويع كسلاح إبادة جماعية، مشيراً إلى أن تل أبيب حوَّلَت المساعدات الإنسانية إلى «مصائد موت» للفلسطينيين في القطاع.
وفي حين تواصل تدفق شاحنات المساعدات المحدود من الحدود البرية المصرية إلى القطاع، وصلت طائرة مساعدات كويتية تحمل 10 أطنان من المواد الطبية إلى مطار العريش المصري، تمهيداً لإرسالها إلى غزة، فيما نفذت القوات الجوية الأردنية إنزالات جوية تحمل 93 طناً من المواد الغذائية بمشاركة عدة دول.
ضحايا وصواريخ
ميدانياً، أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على أنحاء متفرقة من القطاع عن سقوط 61 قتيلاً، من بينهم 35 من منتظري الحصول على مساعدات غذائية، فيما توفي 5 أشخاص جراء سوء التغذية والمجاعة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال اعتراض صاروخين انطلقا من القطاع باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وعلى جبهة أخرى، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي، أن الجيش قضى على 80 بالمئة من مصادر التهديد في الضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال سيبقى موجوداً في مخيمات شمال الضفة حتى نهاية العام على الأقل.
وجاء ذلك في وقت هدد وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، بتفكيك السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة وسحقها، رداً على التقارير بأن رئيسها محمود عباس سيعلن - بصورة أحادية - عن قيام الدولة الفلسطينية، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
تل أبيب: نحن سبب ما يحدث في لبنان
زعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمره الصحافي، أن «حرب إسرائيل في لبنان ساعدت الحكومة بالبدء في مساعي نزع سلاح حزب الله»، مدعياً أن «ما يحدث حالياً في لبنان سببه إسرائيل».
وعن المواقف الأوروبية الرافضة للحرب، قال نتنياهو: «سننتصر بدعمكم أو من دونه»، مشيراً إلى أن إسرائيل تعرضت لانتقادات كبيرة من أغلبية الناس.
إلى ذلك، اتصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بالرئيس جوزيف عون وقدم تعازيه باستشهاد العسكريين الستة في حادثة وادي زبقين في قضاء صور، وأبلغه بوقوفه إلى جانب لبنان، واستعداده لتأمين الدعم اللازم للجيش في هذه الفترة الدقيقة لتمكينه من القيام بدوره في حفظ استقرار لبنان وسيادته وسلامة أراضيه.