الموت يغيب الفنان محمد المنيع بعد صراع مع المرض
• كان يحرص على تقديم شخصيات فنية إيجابية
رحل الفنان القدير محمد المنيع، الملقب بعمدة الفنانين الخليجيين، أمس، عقب معاناة مع المرض، حيث كان يرقد في أحد المستشفيات بالكويت، وفجأة بدأت حالته الصحية تتدهور، ما استدعى نقله إلى غرفة العناية المركزة لعلاج التراجع الكبير في وظائف الكلى والكبد بسبب عامل السن، ورغم محاولات الفريق الطبي لكنه لم يستجب للعلاج، وفارق الحياة مخلفاً إرثاً فنياً كبيراً، ويعتبر الراحل مثالاً للفنان الملتزم الذي كان يحرص على تقديم شخصيات فنية إيجابية تجمع بين النصح والإرشاد والطرح الرصين.
ولم يحد المنيع عن مساره طوال مشواره الفني الذي استلهم شخصياته من واقع الأب الحنون على أولاده أو الجد الناصح لأحفاده، فكرس حياته لتقديم هذه النوعية من الأدوار، ونال احترام المشاهدين وحبهم له، فكانت علاقته بهم ضمن إطار الأبوة والأخوة فقد فرض الراحل احترامه على كل من عرفه، سواء عن قرب أو من خلال الشاشة أو المسرح.
الراحل منذ صغره كان من محبي التمثيل، وكانت بداية اهتمامه به عندما كان طالباً في «المدرسة القبلية»، وكانت أول مسرحية شارك فيها «حرب البسوس»، وبعد هذه الإطلالة، لقي التشجيع من ناظر المدرسة آنذاك عبدالملك الصالح الذي أخرج المسرحية، وبعد أن شاهده الفنان محمد النشمي في هذا العمل شجعه ونصحه بأن يواصل التمثيل، وأن يعمل على صقل موهبته.
المسرح الشعبي
وفي عام 1956، انضم إلى فرقة المسرح الشعبي (وكان اسمها الكشاف الوطني)، وبعد ذلك ببضعة أعوام، أسس المنيع فرقة المسرح الكويتي مع الرائد الراحل محمد النشمي وعدد من زملائه، واشترك في بطولة باكورة أعمالها «حظها يكسر الصخر» عام 1963، من تأليف وإخراج وبطولة محمد النشمي، وكان معهما الفنانتان الراحلتان عائشة إبراهيم وطيبة الفرج، والفنانة سعاد عبدالله وعبدالعزيز الحداد.
كما شارك المنيع عام 1972 في أول فيلم كويتي روائي طويل «بس يا بحر» مع سعد الفرج، ومحمد المنصور، وحياة الفهد، وعلي المفيدي، عن قصة عبدالرحمن الصالح، وإخراج خالد الصديق.
ونال المنيع خلال مسيرته تكريمات متنوعة، وحصل على درع فنان المسرح الأول عام 1978، ودرع وميدالية تكريم رواد الحركة المسرحية بدول مجلس التعاون عام 1993، وجائزة الدولة التقديرية عام 2012، وتكريمات أخرى من جهات ومؤسسات فنية في الكويت وخارجها.
وشارك الكثير من الفنانين والإعلاميين في الكويت ودول الخليج العربي في تقديم العزاء إلى أسرة الراحل مستذكرين بعض المواقف الجميلة للراحل، ومشيدين بسمو الأخلاق والنبل والدماثة.
بدورها، نعت وزارة الإعلام الفنان القدير محمد المنيع، الذي وافته المنية مساء أمس، بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة بالعطاء، امتدت أكثر من ستة عقود في خدمة الفن والثقافة في الكويت.
ونقلت وزارة الإعلام، في بيان صحافي، تعازي وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري والعاملين في الوزارة إلى أسرة الفقيد وذويه، مستذكرة بكل التقدير ما قدمه من إسهامات كبيرة أثرت الساحة الفنية الكويتية والخليجية وجعلته أحد روادها الأوائل.
وأضافت أن الراحل تميز بحضوره المؤثر وأسلوبه العفوي ووفائه لمهنته وجمهوره، فكان مثالاً للفنان المخلص الذي جمع بين الموهبة والالتزام، وترك بصمة لا تنسى في ذاكرة الفن الكويتي والخليجي.