24 لوحة تستكشف الذات والهوية في «تجربة شخصية»

نشر في 07-08-2025
آخر تحديث 07-08-2025 | 19:28
إقبال جماهيري على المعرض
إقبال جماهيري على المعرض

يُعيد معرض «تجربة شخصية»، المُقام في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة المصرية، طرح السؤال القديم المتجدد: كيف نعبِّر عن ذواتنا من دون أن نقع في فخ النمطية أو التكرار؟

وتحت مظلة الهيئة العامة لقصور الثقافة، وبإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية، جرى أخيراً افتتاح هذا المعرض الطوَّاف في قصر ثقافة دمنهور، محتضناً 24 عملاً فنياً لخمس فنانات تشكيليات، يحاولن تفكيك مفاهيم الذات والهوية عبر رؤى بصرية متنوعة.

انطلق معرض «تجربة شخصية» بباقة أعمال فنية راقية تتراوح بين السريالية والتركيبات متعددة الخامات، حيث شاركت الفنانة وفاء زغلول بسبع لوحات تدمج الرمز بالسرد، إذ تصارع المرأة الوحدة بلوحة «الغابة»، فيما تتحوَّل فلسطين إلى طفلٍ محطَّم ينزف دماً، ويزهر منه الأمل في لوحة أخرى.

أما الفنانة أميرة الهندوم، فقد جسَّدت تناقضات المرأة المصرية عبر أجنحة غير متساوية، فيما استحضرت ذكرياتها الشخصية بعجائن وورق صُحف قديمة.

ولم تكن التجارب أقل جرأة عند الفنانة سارة عبدالقادر، التي استخدمت «الفوبيا» كمدخلٍ لتفكيك الذات الأنثوية، أو منى القماح التي أعادت إنتاج الزخارف الشعبية بألوان حارة وباردة. بينما خاضت دينا رحومة تجربة الخامات غير التقليدية، مازجةً بين جلد الطاووس والنظرات الغامضة لطائرة البومة.

المعرض، الذي ينظمه إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، ليس مجرَّد عرضٍ لأعمال تشكيلية، بل محاولة لربط الفنانين بجمهور الأقاليم في مصر، وإثارة حوار حول دور الفن في تشكيل الهوية، فكل لوحة في المعرض تحمل سؤالاً مهماً: هل الذات وليدة التجربة الفردية، أم محصّلة تراكمات ثقافية؟ ويظل السؤال مفتوحاً حتى نهاية الشهر الجاري، وهو الموعد الذي يُختتم فيه المعرض، تاركاً وراءه أصداءً تشكيلية تستحق التأمل.

back to top