محمد عطية يحلِّق في فضاء النقد بكتابين جديدين

• محاولة لرسم خريطة جديدة للعلاقة بين النص والمتلقي والمبدع وناقده

نشر في 07-08-2025
آخر تحديث 07-08-2025 | 20:21
 الأديب والناقد محمد عطية
الأديب والناقد محمد عطية

يحلِّق الأديب والناقد المصري محمد عطية في سماء النقد بكتابين جديدين، يقدِّم من خلالهما رؤى ثرية لتجارب إبداعية متنوعة، وقد صدرا في توقيت واحد، ما بين القاهرة وعمَّان. الكتاب الأول بعنوان «بين الناقد والمبدع»، يقدِّم فيه العديد من المقالات والدراسات النقدية التي تتراوح بين النظري والتطبيقي، حيث يناقش في تقديمه للكتاب قضية العلاقة بين النقد والإبداع، وانطلاق النقد من مكامن الإبداع.

شيفرة النص الأدبي

وفي هذا الصدد يقول: «حينما تتحوَّل طاقة الكتابة من الإبداع إلى مراقبته وملاحظته واقتفاء أثره، ممتداً في فضائه نحو محاولة فك شيفرة النص الأدبي، والسردي تحديداً، فإن ثمة عوامل تساعدك كي تعبر هذا الجسر الممتد من جسد النص إلى جسدٍ آخر من الحقيقة المُستهامة التي يفرزها النص في وعيك، وما يقدمه لك من رموز ودلالات ومفاتيح تستطيع الولوج بها داخل ميتافيزيقيته، التي هي الأساس الأول لتكوينه وتخلقه من رحم الإبداع».

«أطياف من السرد الأردني» يرصد الأصوات المعاصرة بالرواية والقصة

ينقسم الكتاب إلى قسمين، الأول «أسئلة النقد والإبداع»، ويضم عناوين: بين الناقد والمبدع، محنة النقد بين الأكاديمي والمتداول، الكتابة الراهنة، أدب الاعتراف، النص الأدبي... التحول والتلقي، جدلية التعامل مع المنتج الثقافي، جدل مشاركة المرأة الأديبة العربية، الإبداع التأثير والتأثر... الترجمة نموذجاً، أسئلة القصة القصيرة الحارقة، شوقي بدر يوسف ناقداً عربياً موسوعياً.


غلافا الكتابين غلافا الكتابين

أما القسم الثاني (الدخول في ساحة النص)، فيضم عناوين: العقاد بين السيرة الذاتية والرواية، يحيى حقي... وعي السيرة والمسيرة، طه حسين وفن الإبيغراما، تراث نجيب محفوظ القصصي، جمال الغيطاني بين التراث والتصوف، إدوار الخراط وجيل الستينيات، العين المبدعة بين السارد والرائي، رمزية الأم بين محفوظ وإدريس، محمود درويش المتوحد، هيباتيا أستاذة الزمان.

السرد الأردني

في حين يقدِّم المؤلف بالكتاب الثاني (أطياف من السرد الأردني) ملامح للسرد الأردني، من خلال الرواية والقصة المعاصرين للمشهد الإبداعي الأردني عبر أصوات سردية متميزة وأعمال مختارة، ويقدِّم للكتاب الناقد المصري شوقي يوسف، قائلاً: «حاول الكاتب من خلال هذا الطرح النقدي أن يتعمَّق النص الأدبي بما يحمله من تنوُّعات في بنية تشكله، وما يطرحه من قضايا الواقع، وما تمثله المخيلة في بؤرة وصميم أحداثه وبناء شخصياته وممارسات ما يعتمل داخله من قضايا نوعية تمس الواقع المعيش والمتخيل السردي المقارب له».

«بين الناقد والمبدع» مكون من قسمين: «أسئلة النقد والإبداع» و«الدخول في ساحة النص»

ويضيف يوسف: «في مجال الرواية تناول الكاتب كلاً من: صبحي فحماوي وروايته (صديقتي اليهودية)، وهزاع البراري وروايته (أعالي الخوف)، وسميحة خريس وروايتها (فستق عبيد)، وبشرى أبوشرار وروايتها (العربة الرمادية)، وجميلة عمايرة في روايتها (بين الأبيض والأسود). وفي مجال القصة القصيرة تناول مجموعة (كمستير) للقاص جعفر العقيلي، ومجموعة (أنفاس مكتومة) للقاص والناقد زياد أبولبن، ومجموعة (حرائق) للقاصة انتصار عباس، ومجموعة (الرجوع الأخير) للكاتبة مجدولين أبوالرب، ثم تناول من مشهد القصة القصيرة جداً مجموعة (أحلام ممنوعة) للقاص محمد الجبور، إلى جوار تجربة القاص سمير الشريف ومعيار التنوع الخاص بمشهدية النصوص المكثفة، وما تحمله من مضامين مقطرة للغاية في توصيل مضمون القص إلى المتلقي من أقرب الطرق وأقل الكلمات».

يُشار إلى أن محمد عطية كاتب وناقد مصري له إسهاماته وإصداراته الإبداعية والنقدية المعروفة على امتداد الوطن العربي، كما يُسهم بجهده البحثي في العديد من المؤتمرات والملتقيات المحلية والعربية الدولية، وحازت أعماله جوائز عدة، وله تحت الطبع العديد من الإصدارات المتنوعة بين الإبداع والنقد كمشروعين متوازيين في مسيرته الأدبية.

back to top