الكويت... وجسر المساعدات الإنسانية

نشر في 06-08-2025
آخر تحديث 05-08-2025 | 18:05
 د. ندى سليمان المطوع

أعزُّ مكان في الدنى سرج سابح

وخير جليسٍ في الزمان كتابُ

(المتنبي)

استقيت الاهتمام بالكتابة عن الدبلوماسية والسياسة الخارجية منذ عملي في قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، وقد تعزز ذلك أثناء حضوري مناسبات المعهد الدبلوماسي الكويتي منذ نعومة أظافره... والذي سمّي فيما بعد بمعهد سعود الناصر... والشغف اليوم محمل بمشاعر وكأنها دعوة لزيارة جرح غائر في النفس... وأعني بذلك ذكرى الثاني من أغسطس التي مرت بنا قبل عدة أيام... والتي تعيدنا إلى أيام وكأنها الدهر... تجرعنا خلالها الألم وارتوينا بحب الوطن قبل وخلال وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم. خبر التحرير الذي حمل لنا تعابير المرحوم الشيخ سعود الناصر متأثراً ومتلقياً إعلان جورج بوش أن «الكويت حرة»... وقد أشبع كتاب المقالات الموضوع من المجالات كافة... لذا فقد اخترت أن ألفت الأنظار إلى زوايا جديدة، ومنها «جسر العمل الإنساني» عبر منصة المنظمات الإقليمية العربية كجامعة الدول العربية، حيث أصدرت الجامعة العربية فور تعرّض الكويت للغزو قراراً بإدانته داعية إلى قمة عربية طارئة... بتأكيد وإصرار على سيادة الكويت واستقلالها.

وانطلاقاً من منصة الدول العربية... تأثرت وأثرت الدبلوماسية الكويتية بشبكة الدول العربية... فاتجهت مبادرات الكويت إلى رعاية المؤتمرات الهادفة إلى دعم العمل الإنساني، وهي بذلك تسجل بحروف مضيئة شعورها بمعاناة شعوب الدول العربية التي عانت ويلات الحروب واضطراب الأوضاع وانتشار الفقر والجوع... فانطلق دور الكويت وسط الدائرة الخليجية وعبر وزراء خارجية دول الخليج لتنسيق الجهود لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري وفقا لتصريح وزير الخارجية النشط الأخ عبدالله اليحيا خلال شهر يونيو من عامنا هذا، فقد أبدى تفاؤله بالخطط الثنائية بين الكويت ودمشق، آملاً أن يكون للكويت ودول الخليج دور في تدفق المساعدات والاستثمارات، وذلك بعد رفع العقوبات الاقتصادية.

وواصلت الكويت تجديد دعمها السياسي والمؤسسي لوحدة وسلام السودان أيضاً، وذلك من خلال اللقاءات الرسمية السابقة في منطقة بورتسودان، والتي تحرص من خلالها الكويت على دعم تسيير جسور جوية في مجالات الإغاثة وتوفير اللوازم الصحية والمياه النظيفة. ولم تتأخر الكويت في دعم غزة، وذلك عبر حملة أطلقتها وزارة الشؤون بقيادة الوزيرة الحديدية د. أمثال الحويلة، التي تعمل 24 ساعة يومياً، وسط «تسونامي» جمعيات النفع العام، فانطلقت حملة إغاثية عاجلة لإغاثة غزة، وذلك عبر دعم الفلسطينيين، مستندة إلى الدور الإنساني للكويت، وقد هدفت الحملة إلى توفير الاحتياجات الأساسية والتبرعات المالية، بالتعاون مع شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، والهلال الأحمر الكويتي، والذي يقوم بتنسيق تسليم المساعدات إلى الجهات الإغاثية الأخرى في الدول العربية، وتحديداً مصر والأردن وفلسطين.

خلاصة الأمر... لا شك في أن جسر الكويت الإنساني مستمر، سواء باستضافة المؤتمرات لتجميع الدول المانحة، وتوجيه المساعدات إلى الدول المنكوبة، أو بمساهمة الدول لإنقاذ ما أمكن إنقاذه من أماكن الكوارث في مناطق متعددة في عالمنا هذا... واليوم تستمر الكويت في تثبيت قوام ذلك الجسر مستندة إلى إرثها الدبلوماسي المتميز تجاه تعزيز قوامها التنموي والدبلوماسي معاً.

back to top