الكويت على خطى الاقتصاد الأخضر
يواجه كوكب الأرض أزمة أشد خطورة وصمتاً هي ظاهرة التغير المناخي، الممثلة في درجات الحرارة المرتفعة باستمرار، والعواصف التي تضرب بقوة غير مسبوقة، والجفاف والفيضانات اللذان يهددان الأمن الغذائي لملايين البشر.
للتغير المناخي وجوه كثيرة، أبرزها المآسي الإنسانية التي مرت بها بنغلادش، حيث تغرق الفيضانات الأراضي، تاركة الآلاف بلا مأوى أو مصدر رزق.
في إفريقيا، الجفاف الشديد يهدد ملايين البشر بالجوع، حتى في أوروبا وبريطانيا وأميركا أصبحت موجات الحر الشديدة والحرائق البرية كوارث موسمية متكررة.
ووسط هذه الكوارث جاءت تقارير الأمم المتحدة لتشير إلى أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة، فإن ارتفاع درجات الحرارة قد يتجاوز 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
الأزمة لا تحتاج فقط إلى قرارات، بل يمكن لكل فرد أن يسهم في الحل.
بداية تقليل استهلاك الطاقة، ودعم الطاقة المتجددة، مروراً إلى الحد من استهلاك البلاستيك، وصولاً إلى استخدام وسائل النقل العام، وجميعها خطوات بسيطة لكنها تحدث فارقاً كبيراً.
ورغم التحديات، فإن هناك أملاً في التغيير.
الكوكب بحاجة إلى التزام حقيقي لإنقاذ مستقبل البشرية، وما نفعله اليوم سيحدد شكل العالم الذي نتركه للأجيال القادمة. دولة الكويت تبذل جهوداً ملحوظة في مواجهة التغير المناخي، فقد أطلقت الكويت عدة مبادرات تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
وتشمل هذه الجهود مشاريع رائدة في مجال الطاقة الشمسية، وإنتاج الطاقة النظيفة، وتحسين كفاءة الطاقة في المصافي والعمليات التشغيلية، وتحسين كفاءة محطات تحلية المياه، ومواصلة السير نحو التنمية الخضراء، وخلق اقتصاد صديق للبيئة (اقتصاد أخضر).
ومع ذلك تبقى الحاجة ملحة لتعزيز الوعي العام حول خطورة التغير المناخي وتأثيره على الأجيال القادمة، فالوعي المجتمعي يشكل ركيزة أساسية للدفع لاتخاذ خطوات حاسمة ومستدامة.
من هنا، تأتي أهمية حملات التوعية الوطنية والدولية التي تبرز دور كل فرد في المساهمة بحماية البيئة، سواء من خلال تقليل استهلاك الطاقة، أو الحد من النفايات، أو تبني ممارسات مستدامة في الحياة اليومية، فالتغير المناخي قضية لا تقتصر على الحكومات وحدها، بل هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود لإنقاذ كوكب الأرض.