بن غفير يصلي ويرقص في «الأقصى»... ونتنياهو يجوّع رهائنه ويتباكى عليهم

• غضب عالمي من استفزازات إسرائيل والسلطة تحذر من وأد «حل الدولتين»

نشر في 04-08-2025
آخر تحديث 03-08-2025 | 19:56
حشود غفيرة بمحيط شاحنات تحمل مساعدات في بيت لاهيا شمال غزة أمس الأول (دي بي إيه)
حشود غفيرة بمحيط شاحنات تحمل مساعدات في بيت لاهيا شمال غزة أمس الأول (دي بي إيه)
اقتحم وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، مع مئات من المستوطنين، حرم المسجد الأقصى، وأدوا صلواتهم التلمودية والرقصات بشكل علني لأول مرة من أجل النصر، وإعادة فرض السيادة على غزة، في خطوة استفزازية أثارت غضباً عالمياً.

في خطوة تزامنت مع انسداد مسار التفاوض مع حركة حماس لإبرام صفقة بشأن غزة، وتعد الأولى من نوعها منذ احتلال مدينة القدس الشرقية عام 1967، قاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، مجموعة من المستوطنين اليهود في صلاة علنية داخل حرم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، في ذكرى «خراب الهيكل».

وعقب اقتحامه الاستفزازي بصحبة 3023 مستوطنا للحرم القدسي، أمس، وجّه بن غفير رسالة من الحي الإسلامي في البلدة القديمة، قال فيها: «نحن لا نكتفي بالحِداد، بل نفكّر في بناء الهيكل، وفي السيادة، وفي فرض الحكم. لقد فعلنا ذلك في أماكن كثيرة، وسنفعل ذلك في غزة». وأضاف: «حققنا حلماً كبيراً، جبل الهيكل لنا ونحن نفعل به ما لم نفعله منذ ألف عام، وكذلك الأمر بخصوص الصلوات والأناشيد وغير ذلك».

وشدد الوزير اليميني في مقطع فيديو التقطه داخل الباحات بينما ظهر مسجد قبة الصخرة خلفه، على وجوب «القضاء على كل عنصر من حماس، وتشجيع الهجرة الطوعية لسكان القطاع، فقط بهذه الطريقة سنستعيد المخطوفين وسننتصر في الحرب».

ورأى بن غفير أن إعادة احتلال غزة، التي انسحبت منها إسرائيل بشكل منفرد عام 2005 واكتفت بحصارها منذ ذلك الوقت، «يجب أن يكون الرد على مقاطع الرعب التي نشرتها حماس»، في إشارة إلى بث الحركة الفلسطينية فيديوهات للأسيرين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد تظهرهما نحيلين ومتعبين بغرض تسليط الضوء على الوضع الإنساني الحالي في القطاع المهدد بـ «مجاعة معممة».

تظاهرات حاشدة نصرة لغزة... وسفير واشنطن ينفي سعي إسرائيل لإبادتها

وفي حين ذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن «سياسة إسرائيل في الحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي لم ولن تتغير»، نشر وزير الدفاع يسرائيل كاتس فيديو يظهر اقتحامه لمنطقة (حائط البراق ـ حائط المبكى) بالمسجد الأقصى، وتعهد بتشديد قبضة الدولة العبرية على القدس الشرقية التي تسعى السلطة الفلسطينية لجعلها عاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية.

إدانات واسعة

من جهتها، أوضحت «دائرة الأوقاف الإسلامية» أن بن غفير قام بصحبة المئات من المستوطنين بأداء صلوات تلمودية، بالإضافة إلى الرقص والصراخ في مختلف أنحاء الحرم القدسي، فيما حذرت محافظة القدس من مخطط تصعيدي خطير دعت إليه منظمات «الهيكل اليهودي» بهدف تقويض الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وفرض السيادة الاحتلالية عليه بالقوة.

في غضون ذلك، توالت الإدانات الرسمية العربية والإسلامية لاقتحام بن غفير، باحات الأقصى، في خطوة وُصفت بأنها استفزازية وتشكل انتهاكاً صارخاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات لتلك الممارسات، محذّرة من أن الانتهاكات المتكررة من قِبَل مسؤولي حكومة الاحتلال تؤجج الصراع في المنطقة وتقوض جهود السلام.

كما دانت وزارة الخارجية الأردنية الاقتحام، مؤكدة أن «المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، ولا سيادة لإسرائيل عليه».

ودان كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الاقتحام، واعتبرتا ما جرى «استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين وانتهاكاً للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس». وأكدتا، في بيانين منفصلين، أن مثل هذه الممارسات تهدد بتفجير الأوضاع.

فلسطينياً، أكدت «خارجية» السلطة أن إسرائيل «تسابق الزمن» لإفشال الإجماع الدولي على ضرورة تطبيق حل الدولتين، مطالبة المجتمع الدولي بوقف استفراد الاحتلال والمستوطنين بالشعب الفلسطيني ومنعه من تقرير مصيره.

بدورها، وصفت «حماس» اقتحام «الأقصى» بأنه «إمعان في العدوان الممتد على شعبنا»، مشيرة إلى أن «سلوك حكومة المتطرفين الصهاينة يصب الزيت على النار في المنطقة».

صدمة وتوتر

من جهة ثانية، أعرب نتنياهو عن «صدمة عميقة» من المشاهد الأخيرة للرهينتين، متهماً «حماس» بأنها «تجوع عمداً سكان غزة، وتمنعهم من تلقي المساعدات»، وداعياً المجتمع الدولي إلى إدانة «انتهاكاتها النازية».

ورغم ذلك كشفت «معاريف» عن تصاعد التوتر داخل المؤسسة الأمنية، في ظل رفض نتنياهو عقد جلسة لمناقشة مستقبل العمليات العسكرية بالقطاع، رغم طلب رئيس الأركان إيال زامير المتكرر.

ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية أن الجيش يعيش حالة من الإحباط المتزايد، في ظل غياب الوضوح بشأن الأهداف السياسية واستمرار المهمة. وأمس، شكك مسؤول إسرائيلي بحسم الإدارة الأميركية لتغيير مسار المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» لبحث صفقة شاملة، بدلا من بحث التوصل إلى اتفاق جزئي يسمح بإطلاق سراح نحو 10 محتجزين إسرائيليين مقابل هدنة تمتد لنحو 60 يوما.

من جانب آخر، دعم السفير الأميركي، مايك هاكابي، ادعاء إسرائيل تقليص عدد الضحايا، معتبرا أنه «إذا كانت ترتكب إبادة جماعية في غزة فهي فاشلة».

إدارة التجويع

على الجهة المقابلة، اتهمت حكومة غزة، إسرائيل بمنع دخول نحو 22 ألف شاحنة مساعدات إنسانية إلى القطاع، وتعمّد «هندسة التجويع والحصار والفوضى».

وفي حين قُتل 44 فلسطينياً بنيران الاحتلال، بينهم 24 قُتلوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات بغزة، أفادت تقارير بمقتل فلسطيني وإصابة 7 في هجوم لمستوطنين بالضفة الغربية.

على الصعيد الدولي شهدت عدة مدن وعواصم، في مقدمتها باريس واثينا وسيدني وروما ولندن، تظاهرات حاشدة للتنديد بحرب الإبادة والتجويع التي تشنها إسرائيل ضد غزة، فيما نددت «الخارجية» المصرية ونظيرتها الأردنية، في بيانات منفصلة، بحملة تشويه ضده جهودهما لاحتواء الأزمة بالقطاع، بهدف تخفيف الضغط عن سلطات الاحتلال وصرف الانتباه عن جرائمها.

back to top