حسين يفكر: قطاع الإعلام الخارجي... إلى أين؟

نشر في 01-08-2025
آخر تحديث 31-07-2025 | 20:22
 حسين محمد

بهدوء، ومن دون ضجيج، صدر القرار الوزاري رقم 77 لسنة 2025 بشأن الهيكل التنظيمي الجديد لوزارة الإعلام الكويتية، ومن بين أبرز ما جاء فيه: إلغاء «قطاع الإعلام الخارجي»، واستحداث ما يُسمَّى بـ «الإدارة العامة للإعلام الدولي».

قد يراه البعض مجرَّد تغيير إداري عابر، لكنه في الحقيقة يعكس تحوُّلاً كبيراً في طريقة تعامل الدولة مع الإعلام الخارجي، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول التوجه الجديد: هل هو تطوير فعلي؟ أم مجرَّد تعديلٍ في المسميات؟

قطاع الإعلام الخارجي لطالما مثَّل الذراع الرسمية للدولة في مُخاطبة العالم، ومن خلاله كانت الكويت تشرح مواقفها، وتشارك في المحافل الدولية، وتبني صورة ذهنية مُتزنة عن نفسها في الخارج، خصوصاً سنة 1990. ورغم ما كان يواجهه من ملاحظات ومحدودية في الأدوات، فإن حضوره ظل مهماً، خصوصاً في الأزمات والملفات الحساسة، ولا ننسى المشاركات التمثيلية للدولة!

لكن المفارقة اليوم، أن قرار الإلغاء لم يُرافقه أي إعلان عن استراتيجية إعلامية واضحة. الهيكل الجديد يتحدَّث عن «إدارة الإعلام العربي» و«إدارة الإعلام الأجنبي»، لكن حتى اللحظة لا نعرف مَنْ يدير، ولا كيف تُدار، ولا ما هي الرسالة، وماذا عن باقي الإدارات تحت هذا القطاع، هل سيتم دمجها؟

التغيير في الظاهر يبدو وكأنه تحديث، لكنه في العُمق يفتح باب القلق من ضياع الخبرات المتراكمة، ومن فقدان البوصلة التي لطالما حافظت على «صوت الكويت» واضحاً ومتزناً في الخارج، خصوصاً إن لم يُعزَّز هذا التحوُّل بإرادة حقيقية لتحديث أدوات الاتصال وصناعة المحتوى الدولي.

الإعلام الدولي اليوم لم يعد بيانات وبيانات مضادة، بل هو تفاعل رقمي، وقراءة مزاج الشعوب، وصناعة محتوى مؤثر بلغة العصر. وهذه مسؤولية لا تفي بها المسميات وحدها، بل تحتاج إلى كوادر مُدرَّبة، وحُرية قرار، وشراكات دولية ذكية.

نحن لا نرفض التغيير، بل نسأل فقط: ما الرؤية؟ وأين الخطة؟ وهل من تقييم موضوعي لأداء قطاع الإعلام الخارجي وإداراته قبل اتخاذ قرار تغيير مسماه على هيكل الشطب والنسيان؟

إذا لم نجد إجابات، فسنبقى نراوح بين أسماء جديدة ومحتوى قديم.

بالختام: قطاع الإعلام الخارجي... إلى أين؟

back to top