الحياة... معارك متعددة الجبهات!

نشر في 01-08-2025
آخر تحديث 31-07-2025 | 20:21
 محمد راشد

لم تعد كما كانت، وربما لن تعود، الحياة في وقتنا الحالي أشبه بمعركة متعددة الجبهات والشخوص، والألم الأكبر كيفية المواجهة السلمية.

الفطرة الطيبة السليمة اختلطت بالمشاعر المستحدثة غير الصادقة، التنافس، الغيرة، الحسد، وربما تتعدَّى حدوداً أكبر، لتصل إلى الحقد في بعض الأحيان. طبعاً إذا ضاع ميزان العقل، وساد منطق المقارنة، ومحاولة الفوز بـ «لا شيء»!

في السابق، تربية وتعليم الأبناء يبدآن من الأب والأم والأجداد، وتتسع الدائرة أحياناً إلى الأقارب ومعلمي المدارس، فكانت السلوكيات تسير برتابةٍ محسوبة، وموثوقة الخُطى، ومن الطبيعي أن تكون النتيجة في الغالب المحبَّة، والبساطة، والتواصل الاجتماعي، الذي أصبح سراباً، في ظل متغيِّرات الحياة الحديثة والمتطورة، كما يعتقد البعض.

الأجيال الحالية تعاني عُزلة اجتماعية حقيقية ومرعبة، فتأثير مشاهير وسائل التواصل، والأصدقاء في المدارس والجامعات، ووسائل الإعلام التقليدية، وغيرها في الفضاء الفسيح، أمور لا تنافس في تربية الأبناء فقط، بل تفوَّقت على كل تلك الجهود والأيادي الحانية من الأبوين أو المحيط الأسري الصغير. ولا عجب أن يتم تدمير السور الاجتماعي الذي قام على المبادئ والسلوكيات القويمة والحياة البسيطة في لحظة من الزمن، لأن مَنْ يقوم بتربية الأبناء مع الوالدين الآن كُثر، وفي مواقع مختلفة من يومياتنا.

اعتاد الناس في السنوات الأخيرة على الابتعاد عن بعضهم. ربما وجدوا راحة في ذلك، بعيداً عن ضوضاء الاستياء، وملفات العتب، وكشوف المحاسبة التي لا حدود لها بين الأقرباء، لكنها حتماً راحة وقتية غير محمودة العواقب، فالأيام حالياً لا تسير، بل تجري في أقصى سرعتها، والأعمار لا تتوقف مهما اعتقدنا أن هناك متسعاً من الوقت، وعقارب الساعة لن تعود ثانية واحدة إلى الخلف، فكُل ذلك معرَّض للتوقف في أي لحظة، وقد يكون أقرب مما نتصوَّر أو نعتقد... فهل من متعظ؟!

back to top