«صيفي ثقافي» يدرب الناشئة على الهندسة والبناء
السواري في ورشة «مهندس المستقبل 2»: الأطفال يشيّدون مجسماً مصغراً لبيت الأحلام
يواصل مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ 17 فعالياته المتنوعة، مقدما باقة غنية من الأنشطة التي تشمل ورش التدريب، والدورات التخصصية، والمعارض الفنية، والمحاضرات الثقافية، وذلك في إطار حرصه على توفير بيئة إبداعية تمكّن المشاركين من مختلف الأعمار من تنمية مهاراتهم وتوسيع آفاقهم المعرفية.
فقد انطلقت في المدرسة القبلية ورشة «مهندس المستقبل 2» خلال الفترة من 29 يوليو وحتى 20 الجاري، لتأخذ الأطفال في رحلة شيقة إلى عالم الهندسة والبناء، من خلال تجربة فريدة تجمع بين التعليم والتطبيق العملي.
وذكرت رئيسة الورشة، المهندسة أحلام السواري، أن هذه المبادرة تمثّل امتداداً لنجاح ورشة «مهندس المستقبل 1» التي أقيمت في موسم «صيفي ثقافي 16».
وقالت: «بعد الإقبال الكبير والنجاح اللافت الذي حققته الورشة الأولى، حرصنا هذا العام على تطوير التجربة من خلال أجهزة حديثة، وأفكار وتقنيات أكثر تطوراً.
وتابعت السواري: «هذا العام، سيقوم الأطفال ببناء مجسم مصغر لمنزل الأحلام باستخدام مواد حقيقية، مثل الأسمنت والخرسانة والتمديدات، وسيتعلمون كيفية رسم المخططات المعمارية والتصميم، ومن ثم سينتقلون إلى مفاهيم الهندسة المدنية، مثل تنفيذ صبة الأساس، وسنجعلهم يشعرون وكأنهم فعلاً يبنون منزلاً من البداية وحتى النهاية»، موضحة «كما سنخصص جزءاً من الورشة لتعليم الأطفال أساسيات التكييف، من حيث مكوناته وأقسامه، ثم ننتقل إلى عالم الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، حيث سيتعلمون كيفية حماية أنفسهم في حال تعرُّضهم لهجوم إلكتروني، وكيفية مواجهة محاولات الاختراق».
ولم تغفل الورشة جانب التوعية، حيث أكدت السواري أن «الأطفال سيتعرفون أيضاً على وسائل الأمن والسلامة داخل المنزل، من خلال تجارب عملية وتوجيهات توعية».
فريق عمل متكامل
من جانب آخر، أشارت السواري إلى أن الورشة تحظى بدعم فريق عمل متكامل من المهندسين والمهندسات من تخصصات متنوعة، مما يعزز من القيمة التعليمية والتطبيقية للبرنامج. وقالت: «حرصنا هذا العام على أن يكون فريق الورشة مكونا من نخبة من المختصين، كلٌّ في مجاله، لضمان تقديم تجربة شاملة للمشاركين».
وأضافت: «المهندستان أنوار الشمري وعيدة الصليلي ستقومان بتعليم الأطفال أساسيات الكهرباء المنزلية بشكل مبسّط وتطبيقي، في حين سيتولى المهندسان علي الأمير وزهراء الأمير تدريب المشاركين على أنظمة التكييف ومكوناتها».
وأردفت: «في مجال التقنية، سيقدم المهندس عبدالوهاب العوضي، المتخصص في هندسة الكمبيوتر، ورش عمل عن الذكاء الاصطناعي، إلى جانب المهندس عبدالرحمن العتيبي الذي سيتناول موضوعات متقدمة في الحوسبة والتكنولوجيا».
أما في جانب التخصصات الهندسية، فقالت: «ستشرف المهندسة دعاء الشمري على تدريب المشاركين على مفاهيم الهندسة المدنية، بينما ستقدم المهندسة سما الشمري شرحاً وتطبيقات في مجال التصميم المعماري، لرسم صورة متكاملة عن مراحل بناء المنزل من الفكرة إلى التنفيذ». وأعلنت أنه سيتم تنظيم حفل ختامي لتكريم المشاركين في ورشة «مهندس المستقبل 2»، وذلك يوم 6 سبتمبر المقبل على مسرح مكتبة الكويت الوطنية، بحضور أولياء الأمور والمهتمين بالشأن التربوي والهندسي.
من جانب آخر، استهل اليوم الأول من فعاليات ورشة «مهندس المستقبل 2» بمحاضرة مميزة حملت عنوان «البستنة المائية»، قدّمها المستشار والمختص في الزراعة المائية مختار فولاد، وفي حديثه، أوضح فولاد أن البستنة المائية تمثّل جانباً مهماً من ثقافة زراعة النباتات التي تنمو في البيئات المائية المختلفة، وقال: «دمجنا هذا المحور في الورشة، لأن تخصص تصميم الحدائق والمناظر الطبيعية يُعدّ جزءاً أساسياً من عمل المهندسين، سواء كانوا معماريين أو زراعيين، ويشمل التعامل مع أنواع متعددة من النباتات، من بينها النباتات المائية».
وفي ختام حديثه، شدد فولاد على أهمية إدراج هذا النوع من التعليم في برامج الأطفال، قائلاً: «تعليم الأجيال الجديدة مفاهيم الزراعة البيئية يعزز من وعيهم بالاستدامة، ويغرس فيهم حسّ المسؤولية تجاه البيئة من عُمر مبكّر، وهذا ما نطمح إليه من خلال مشاركتنا في هذه الورشة».