رياح وأوتاد: في ذكرى 2 أغسطس

نشر في 31-07-2025
آخر تحديث 30-07-2025 | 20:57
 أحمد يعقوب باقر

كتبت في المقال السابق عن بعض جرائم الأسد وصدام التي أدت إلى أوضاع عربية سيئة كان يمكن تلافيها، فسورية عانت الكثير خلال الأربعين عاماً من ظلم الأسد ونظامه الدموي، وهي الآن مهددة بالتقسيم، وتعبث بأرضها قوات صهيونية تشجع الأقليات على التمرد، وكثير من أهلها مشردون في شتات الأرض، نسأل الله أن يوفق الحكم الحالي للتصدي لمؤامرات التقسيم، بالتعاون مع السعودية والدول العربية لتحقيق الأمن والاستقرار ووحدة الأراضي السورية.

أما صدام فجريمة غزوه للكويت أدت إلى كارثة على الأمة أيضاً، فكانت نتيجة خطوته الإجرامية وعقليته المريضة وحساباته الخاطئة هي احتلال أرض العراق وإدخاله في انقسامات وولاءات خطيرة، وانفراد الأكراد بحكم جزء من شماله، إضافة إلى تقوية الطرفين الإيراني والصهيوني وتدخلهما في العراق وبعض الدول العربية، فهل كان يعي عواقب ما فعله؟!

هل ظن أن العالم سيسمح له بالسيطرة على 25 بالمئة من بترول العالم؟ وهل ظن أن العالم سيتركه يضمّ الكويت مع أنها دولة مستقلة وعضوة في الأمم المتحدة، ولها صداقة وتعاون مع معظم دول العالم، بما فيها الدول الخمس الكبرى؟

هل ظن أن العالم الذي لم يسمح له ببناء مفاعل نووي وأسلحة دمار شامل سيسمح له باحتلال الكويت وأجزاء من الخليج؟

هل ظن أن أهل الكويت وهم يعيشون في غنى وبحبوحة وحرية رأي ستنطلي عليهم خدعة النداء للانضمام إلى العراق، حيث الكبت والظلم والفقر والحاجة، حتى رأينا جنود الاحتلال يبحثون عن الموز وحبوب منع الحمل؟

تجاوز صدام كل السبل الشرعية والعقلية، وطغى وركب رأسه وانتهت مغامرته بإعدامه. كانت نتيجة عقلية صدام والأسد وحكمهما الدموي هو أن حظي الصهاينة بسيطرة وقوة لم يكونوا يحلمون بها في المنطقة، بعد أن تم إضعاف دولتين كانتا من أقوى الدول العربية.

***

دولة فلسطين... إنجاز يستحق الإشادة بتأييد دول كبرى لحل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين وإيقاف المذابح الصهيونية، فشكراً للكويت والسعودية، ولكل من ساهم في هذا الإنجاز، وإلى المزيد من العمل الجاد القوي، ونسأل الله أن يكتمل.

back to top