مؤتمر نيويورك يحيي آمال الفلسطينيين
• 8 لجان لبلورة رؤى اقتصادية وسياسية وأمنية للإطار الخاص بدولة فلسطين
• بن فرحان: مبادرة السلام العربية هي الأساس لأي تسوية عادلة وتنفيذ «حل الدولتين»
بعد تأجيل 40 يوماً بسبب حرب الـ12 يوماً بين إسرائيل وإيران، شهدت انطلاقة أعمال «المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين»، زخماً باتجاه إطلاق موجة اعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم مقاطعة الولايات المتحدة والدولة العبرية التي تتمسك بمواصلة حرب الإبادة على غزة، للاجتماع بوصفه «هدية لحماس».
وكشفت مصادر مطلعة أن هذا المؤتمر، الذي عقد بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وبرئاسة مشتركة سعودية ـ فرنسية، ومشاركة دولية وأممية واسعة بهدف تحقيق مسار ملزم يعزز الاعتراف بدولة فلسطين ويحقق فرص السلام الإقليمي، ضم 8 لجان بدأت أعمالها منذ يونيو الماضي لبلورة رؤى اقتصادية وسياسية وأمنية للإطار الخاص بدولة فلسطين.
وأكد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في كلمته الافتتاحية بالاجتماع الذي يختتم أعماله اليوم أن «مؤتمر نيويورك محطة مفصلية نحو تنفيذ حل الدولتين»، موضحاً أن مبادرة السلام العربية أساس لأي حل عادل وشامل.بارو: أطلقنا زخماً لا يمكن إيقافه للوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط
وبينما ذكر أن «تحقيق الاستقرار في المنطقة يبدأ بمنح الشعب الفلسطيني حقوقه»، مثمناً إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، أشار إلى أن التحالف الدولي الذي شكلته بلده يواصل العمل على تنفيذ حل الدولتين.
وشدد بن فرحان على أن «الكارثة الإنسانية في غزة يجب أن تتوقف فوراً»، لافتاً إلى أن المملكة وفرنسا أمّنتا تحويل 300 مليون دولار من البنك الدولي إلى فلسطين.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو على ضرورة العمل على «جعل حل الدولتين واقعاً ملموساً»، معتبراً أن التحرك المشترك أطلق زخما لا يمكن إيقافه للوصول إلى «حل سياسي في الشرق الأوسط يلبي طموحات الشعب الفلسطيني» إلى جانب إسرائيل.غوتيريش: تجويع غزة وقتل عشرات الآلاف من أهلها والعنف والتهجير القسري كل ذلك يجب أن يتوقف
وشدد على أنه «لا يمكن قبول استهداف المدنيين في غزة»، مشيراً إلى أن الحرب في القطاع دامت فترة طويلة ويجب أن تتوقف.
وبينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى استغلال زخم الاجتماع لوقف النزاع وتحقيق حل الدولتين، محذراً من أن سعي إسرائيل إلى «ضم الضفة الغربية غير قانوني، ويجب أن يتوقف لأنه يقوض حل الدولتين»، أكد أن «تجويع السكان وقتل عشرات آلاف المدنيين وتصاعد عنف المستوطنين والتهجير القسري أمور ينبغي أن تتوقف».
بدوره، صرح رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى بأن المؤتمر يحمل وعداً وتعهداً للشعب الفلسطيني بأن الظلم التاريخي يجب أن ينتهي، وأن ما يحدث في غزة هو أحدث وأوحش تجلياته، وأن الجميع مدعو أكثر من أي وقت مضى للتحرك.
وتابع بأن «الفلسطينيين والإسرائيليين ليس محكوماً عليهم بحرب أبدية، وهناك طريقاً آخر أفضل يؤدي إلى سلام مشترك وأمن مشترك وازدهار مشترك في منطقتنا، ليس لأحد على حساب الآخر، بل للجميع».
وفي حين طالب بوضع أطر زمنية محددة لتنفيذ حل الدولتين، ووضع حد فوري للحرب والتجويع في غزة مع ضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، دعا مصطفى «حماس» إلى تسليم أسلحتها للسلطة وإنهاء سيطرتها عليه.
وعقب الاجتماع، أكد وزير الخارجية الفرنسي أن المؤتمر حدث بالغ الأهمية، لأنه سيحصل على التزامات تاريخية للطرفين من أجل أمنهما وسلامتهما.