الرئيس الأميركي يجمّد القيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين
• جولة محادثات جديدة لتمديد الهدنة... وتعليمات أميركية بتجنّب اتخاذ خطوات صارمة ضد بكين في الوقت الراهن
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن الولايات المتحدة جمّدت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين.
وبحسب الصحيفة، تهدف هذه الخطوة إلى تجنّب تعقيد المحادثات التجارية مع بكين، ومساعدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا العام.
وكانت إدارة ترامب قد قررت، في وقت سابق هذا العام، فرض حظر على تصدير شريحة «H20» التي تصنّعها شركة إنفيديا خصيصا للسوق الصينية، في إطار قيود تستهدف منع وصول الذكاء الاصطناعي المتقدم إلى الصين، لكن تم التراجع عن قرار الحظر، بعد تدخّل مباشر من الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia.
وفي سياق متصل، يتوقع أن يوجه 20 خبيرا أمنيا ومسؤولا أميركيا سابقا رسالة إلى وزير التجارة هوارد لوتنيك، محذّرين فيها من أن التراجع عن فرض القيود قد يُضعف التفوق الاقتصادي والعسكري الأميركي في مجال الذكاء الاصطناعي.
يأتي ذلك فيما نقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، عن مصادر مطلعة يوم الأحد، أنه يتوقع أن تمدد بكين وواشنطن هدنة الرسوم الجمركية بينهما لمدة 3 أشهر أخرى خلال المحادثات التجارية التي استضافتها استوكهولم اليوم، وفق وكالة رويترز.
وركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن في مايو ويونيو على خفض الرسوم الجمركية المضادة الأميركية والصينية من مستويات مرتفعة واستعادة تدفّق المعادن الأرضية النادرة الذي أوقفته الصين ورقائق إنفيديا للذكاء الاصطناعي، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
واستأنف كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثاتهم في استوكهولم، اليوم، في محاولة لتجاوز الخلافات الاقتصادية العالقة منذ وقت طويل، والتي أشعلت الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث يسعى الطرفان إلى تمديد الهدنة التجارية الحالية لمدة 3 أشهر، والتي أوقفت فرض رسوم جمركية مرتفعة.
وتواجه الصين مهلة نهائية حتى 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس ترامب، وذلك بعد اتفاقات أولية تم التوصل إليها في مايو ويونيو، أوقفت تبادل فرض الرسوم الجمركية، وعلّقت تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر أسابيع.
وتأتي محادثات استوكهولم بعد إبرام الرئيس ترامب أكبر اتفاق تجاري له حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي، ورغم أنه لا يُتوقع تحقيق انفراجة مماثلة في المحادثات مع الصين، يقول محللون تجاريون إن من المحتمل التوصل إلى اتفاق على تمديد هدنة الرسوم الجمركية وضوابط التصدير لمدة 90 يوماً إضافية، وهي الهدنة التي تم الاتفاق عليها مبدئيا في منتصف مايو.
وسيمنح هذا التمديد فرصة لتجنّب مزيد من التصعيد، ويسهّل التحضير لاجتماع محتمل بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر.
وأحجم متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق على تقرير لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، نقل عن مصادر لم تُسمّها، أن الجانبين سيتجنبان، لمدة 90 يوماً أخرى، فرض أي رسوم جمركية جديدة أو اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى.
في الوقت نفسه، تستعد إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على قطاعات محددة ستطال الصين في غضون أسابيع، بما في ذلك أشباه الموصلات، والأدوية، ورافعات الحاويات، ومنتجات أخرى.
وقال ترامب للصحافيين، قبل توقيع الاتفاق مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم: «نحن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق مع الصين، لقد توصلنا إلى اتفاق جزئي، لكننا سنرى كيف ستسير الأمور».
تجميد قيود صادرات التكنولوجيا إلى الصين
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم، أن الولايات المتحدة أوقفت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، في محاولة لتجنّب تعطيل المحادثات التجارية ودعم جهود ترامب لعقد لقاء مع شي هذا العام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم إن مكتب الصناعة والأمن، التابع لوزارة التجارة الأميركية والمشرف على ضوابط التصدير، تلقى تعليمات بتجنّب اتخاذ خطوات صارمة ضد الصين في الوقت الراهن.
ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من التقرير بشكل مستقل، ولم يرد البيت الأبيض أو وزارة التجارة الأميركية على طلبات التعليق خارج ساعات العمل الرسمية.