في المرمى: استعدادات صيفية... والنية طيبة
موسم جديد لكرة القدم على الأبواب، وأنديتنا بين من يستعد بجدية، ومن يستعد بـ«الله كريم»، وبينما بعض الفرق تبني فريقاً، هناك من لا يزال يبحث عن كشاف يلقط له لاعبين من الديوانية، ما عليك إلا أن تتابع استعدادات بعض الأندية للموسم الجديد لتعرف أن عروض «السيرك الصيفي» المعتادة بدأت معها: محترفون على الورق نجوماً، وفي الواقع «بوطقة»، وتعاقدات محلية تُثير الجماهير أحياناً، وتُثير الحيرة والضحك كثيراً!
تجد نادياً يعلن تعاقداً مع لاعب سبق أن لعب في دوري الدرجة الثالثة بدولة لا يعرف أحد نظامها، ومع ذلك، يُقدم كـ«صفقة الموسم»، وصور إعلان التوقيع وكأنهم تعاقدوا مع ميسي، بينما الحقيقة أقصى إنجاز له تسجيل هدفين في ستة مواسم، ولا أحد يعرف مركزه أو ما إذا كان يلعب باليمين ولا اليسار، ونادياً آخر يأتي بمحترف من أرخص رف، وصفقة محلية «منتهية الصلاحية»، ويضع صورته مع هاشتاغ «# فلان وصل»، بينما اللاعب «محد درى» عنه حتى في التدريبات، لكن «المهم إن إحنا شغالين»، والنتيجة معروفة... محترفون لا تعرف أسماءهم، ومدربون يشكون من «ضعف الأدوات»، وجماهير تتساءل: «شلون بلشنا؟».
ثم نأتي للأندية التي تمارس طقوس الغموض المقدس، فهي الفئة الأعجب فرقها التي لا تسمع عنها شيئاً، لا تعاقدات، لا معسكرات، ولا حتى بوست في مواقع التواصل الاجتماعي لذر الرماد في العيون، إدارات تعيش بنظرية «خلها على الله»، والموسم بالنسبة لها مجرد موعد مكرر في التقويم، لا يثير الحماسة ولا يدعو إلى التخطيط.
والمضحك المبكي أن البعض منها يتعامل مع فترة الانتقالات كأنها عبء إداري يجب التخلص منه، فـ«نسكر الشواغر بأي أحد وخلاص»، المهم نعلن كم صفقة ونكحل عين الجمهور، أما عن المعسكرات فحدث ولا حرج... برامجها اليومية: تمرين واحد، ثم سباحة، ثم عشاء مفتوح، واللاعب ينزل التمرين بثلاث فلاتر وسناب مفلتر، والمباراة الودية تُعتبر «حدثاً تاريخياً» حتى لو كانت ضد فريق شباب من الدرجة السادسة، أما جاهزية الفريق وتوازن الصفوف وتحديد الاحتياجات فهذه أمور ترفيه لا تليق بأنديتنا الطموحة!
كل هذا يجري، والهدف واحد: «نقول للناس استعدّينا»، أما الحقيقة فهي استعدادات «أي كلام يا عبدالسلام»، لا رؤية فنية، لا احتراف إداري، فقط روتين ممل نكرره كل سنة ونحصد نفس النتيجة: موسم باهت ينتهي قبل أن يبدأ.
بنلتي
استعدادات بعض الأندية تشبه طالب آخر لحظة في الامتحان «ما قرأ ولا حضر ولا فهم»، لكنه واثق أنه بينجح! والنتيجة موسم يبدأ بأمل وينتهي باعتذار، ثم نعيد نفس المسرحية الموسم المقبل، ونقول: «السنة الجايه غير... وهي للأسف دائماً مثل أختها اللي قبلها».