العصفور تستحضر تراث فيلكا في لوحات نابضة بالحياة

• قدمت ورشة تعليمية فنية جمعت بين الفن والتاريخ

نشر في 28-07-2025
آخر تحديث 27-07-2025 | 18:25
العصفور مع منتسبي الورشة
العصفور مع منتسبي الورشة

شاركت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور في معرض «آثار الكويت بالألوان»، الذي احتضنه متحف الفن الحديث أخيراً، وافتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار. وجاءت مشاركة العصفور من خلال خمس لوحات، استوحت فيها عناصرها من ذاكرة المكان والتاريخ الكويتي، بأسلوب فني ينبض بالإحساس ويعكس عمق الهوية الحضارية.

بهذه المناسبة، قالت العصفور: «تناولت في لوحتين معالم معمارية تراثية، إحداهما جسدت استراحة الشيخ أحمد الجابر، التي تحولت لاحقاً إلى متحف الشيخ عبدالله السالم الثقافي، أما الثانية فوثقت مبنى مخفر قديم في جزيرة فيلكا، مستندة إلى صورة أرشيفية تعود لعام 1961، ورسمت اللوحتين بأسلوب تأثيري يعكس دفء الذاكرة وروح الزمن».

وتابعت العصفور: «أما اللوحات الثلاث الأخرى فقد جاءت كرحلة فنية في عمق آثار جزيرة فيلكا، أبرزها لوحة تمثال أفروديت، إلهة الجمال في الأساطير الإغريقية، إلى جانب عمود يوناني وأختام دلمونية زخرفت بتفاصيل تحاكي الحياة القديمة على الجزيرة، أما اللوحة الثانية فسلّطت الضوء على موقع تل السعد، وهو معبد الهلينستي، حيث قدمت رؤية فنية لتمثال ملك يوناني يجلس على عرش، وخلفه منظر للبحر وأبراج الكويت، في حوار بصري يدمج الماضي بالحاضر».

وبينت أن «اللوحة الثالثة بمنزلة أرشيف بصري لتفاصيل أثرية متنوعة، منها منحوتات برونزية واسطوانية، وحجر إيكاروس الشهير، الذي نظم المعرض احتفاء بإدراجه ضمن برنامج ذاكرة العالم، التابع لليونسكو»، مضيفة أنها منحت أعمالها أبعادا ملمسية حقيقية باستخدام خامات الطين والرمل، لتعزيز الإحساس بالقدم والأصالة، فيما جمعت هذه العناصر كلها داخل شبكة صيد تُعرف بـ«سالية»، في رمز بصري يعبر عن احتواء الذاكرة والروابط العميقة بين الأزمنة.


من أعمالها من أعمالها

من جانب آخر، أشارت العصفور إلى أن المعرض صاحبته ورشة استمرت على مدى يومين، شهد خلالها الأطفال تجربة تعليمية وفنية ثرية، جمعت بين الفن والتاريخ، وأسهمت في تعزيز وعيهم بجماليات التراث وآليات التعبير عنه بأدوات معاصرة.

وقبل الشروع في الجانب التطبيقي، قالت إنها قدمت للأطفال لمحة تاريخية عن جزيرة فيلكا، مشيرة إلى أهميتها كموقع أثري يحتضن حضارات تعود لآلاف السنين، لافتة إلى أن الآثار التي تركها الإنسان القديم، من أختام دلمونية ونقوش، تحمل في طياتها بعدا جمالياً وثقافياً يعكس طبيعة الحياة آنذاك، وروح الإبداع التي سكنت أهل تلك العصور.

ولفتت إلى أنها خلال الورشة حرصت على تبسيط المحتوى الفني المقدم للأطفال المشاركين، نظراً لتفاوت أعمارهم، فاختارت التركيز على عنصر بصري واحد يسهل التعامل معه، وهو «العمود اليوناني» الموجود في جزيرة فيلكا، ليكون محور الورشة.

وأضافت أنها رسمت نموذجا جاهزا للعمود قبل انطلاق الورشة، ليكون بمنزلة مرجع حي للأطفال، الذين بلغ عددهم 16 مشاركاً، وخلال الورشة رسمت لوحة أخرى أمامهم بشكل مباشر، حيث قامت بتقسيم العمود إلى أجزاء، وشرعت في رسم كل جزء خطوة بخطوة برفقتهم، ما أتاح لهم فرصة التعلم التفاعلي والتطبيق العملي في آنٍ. وبعد الانتهاء من عملية الرسم، وجهت المشاركين إلى تلوين اللوحة، موضحة لهم الألوان المناسبة التي تعكس الطابع التاريخي والضوء الطبيعي، مثل البيج والبني والأصفر والأبيض، بهدف إضفاء إضاءة هادئة على العمل الفني، تعزز من جماليته وتفاصيله.

back to top