تايلند وكمبوديا: توغل بري واسع وقصف معابد ومنازل

تهديدات ترامب ووساطته لا توقفان انجرار الجارتين للحرب

نشر في 27-07-2025 | 09:22
آخر تحديث 27-07-2025 | 20:08
جانب من عمليات الإخلاء
جانب من عمليات الإخلاء

رغم إعلان استعدادهما للدخول في محادثات سلام برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تبادلت تايلند وكمبوديا اليوم، القصف المدفعي والاشتباكات لليوم الرابع على التوالي في تصعيد للمواجهات الأعنف منذ 2011 بين الجارتين المقربتين من الصين.

الاشتباكات، التي اندلعت بسبب نزاع مستمر منذ نحو 15 عاماً حول معابد أثرية ومناطق حدودية غير مرسّمة، أوقعت حتى الآن نحو 34 قتيلاً، بينهم مدنيون، وتسببت في نزوح أكثر من 200 ألف شخص من الجانبين. مع توسع القتال في الأيام الماضية ليشمل مناطق ساحلية على خليج تايلند، بعيداً عن الجبهات الأساسية على الحدود.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، الجنرال مايلي سوشياتا، إن القوات التايلندية شنت هجمات فجر اليوم، استهدفت معبدين متنازع عليهما، ووصفت الهجوم بأنه «عدوان منسق»، متهمة بانكوك بـ «نشر ذرائع كاذبة» لتبرير «غزو غير قانوني».

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية التايلندية أن الجيش الكمبودي أطلق نيران مدفعية ثقيلة، مستهدفاً منازل مدنيين في مقاطعة سورين، معتبرة أن «أي وقف للأعمال القتالية مستحيل ما دامت كمبوديا تفتقر إلى حسن النية».


تجهيز قاذفة صاروخية كمبودية في أوديار الشمالية أمس  (أ ف ب) تجهيز قاذفة صاروخية كمبودية في أوديار الشمالية أمس (أ ف ب)

وأكدت بانكوك استخدام القوات الكمبودية لقاذفات صواريخ بعيدة المدى، فيما تحدثت بنوم بنه عن «توغل بري واسع» من قبل الجيش التايلندي باستخدام الدبابات في عدة مناطق.

ورغم التوتر الميداني، أعلنت كمبوديا قبولها وقف إطلاق نار «فوري وغير مشروط»، كما أشار رئيس الوزراء، هون مانيت، إلى تكليف وزير خارجيته بالتنسيق مع نظيره الأميركي ماركو روبيو والجانب التايلندي لتفعيل الاتفاق. بالمقابل، أعربت بانكوك عن «موافقتها المبدئية» على المقترح، مشترطة نية كمبودية صادقة في إنهاء التصعيد.

ومع تزايد التصعيد، أجرى ترامب اتصالات هاتفية مساء أمس مع كل من الزعيم الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلندي بالإنابة، فومثام ويتشاياتشاي، وأعلن عبر منصة «تروث سوشيال» أن الجانبين وافقا على الاجتماع «بسرعة» للتفاوض على وقف القتال، مهدداً بتجميد الاتفاقات التجارية مع البلدين إذا استمر العنف.

وبينما رحّب ترامب بما وصفه بـ «محادثتين جيدتين جداً»، دعا روبيو، عقب محادثات هاتفية مع نظيريه في البلدين، إلى «خفض فوري للتوترات»، مؤكداً استعداد الولايات المتحدة لتسهيل الحوار، في وقت تتزامن الأزمة العسكرية مع توتر تجاري بين الأطراف الثلاثة بشأن رسوم جمركية أميركية مرتقبة مطلع أغسطس.

وحثّت الأمم المتحدة الجانبين على التوصل فوراً إلى هدنة، مؤكدة قلقها من الأوضاع الإنسانية المتدهورة. وأفادت التقارير بأن تايلند أجلت أكثر من 138 ألف شخص من المناطق المتضررة، فيما أخلت كمبوديا نحو 80 ألف مواطن من 3 مقاطعات حدودية، وأغلقت 536 مدرسة، مما أثّر على 130 ألف طالب. كما سجلت بانكوك سقوط 21 قتيلاً، بينهم 8 جنود، في حين تحدثت بنوم بنه عن 13 قتيلاً، منهم 5 عسكريين.

back to top