المُبشر آرثر بينيت والوفد الصيني!

نشر في 27-07-2025
آخر تحديث 26-07-2025 | 19:47
 الجازي طارق السنافي

في عام 1911، وضع الطبيب والمبشِّر الأميركي آرثر كينغ بينيت أقدامه في الكويت لأول مرَّة حين كان ضمن بعثة الإرسالية الأميركية بهدف افتتاح أول مستشفى حديث في البلاد.

واللافت عند وصوله، أنه دوَّن في مذكراته انطباعاً جميلاً عن الكويت - وفق المصادر- عبَّر عن دهشته من مستوى النظافة، واعتبر الكويت من أنظف البلاد العربية التي زارها. وقد عكست حجم الانضباط المجتمعي والنظافة العامة التي كانت تميِّز الكويت آنذاك، حتى في غياب البنية التحتية الحديثة والبلدية الحديثة!

قبل أيام، وصل وفد صيني إلى الكويت لبحث سُبل مواجهة التصحُّر. وهي زيارة نرحِّب بها، ونُثني على جهودها، لكن الحقيقة أن التصحُّر ليس وحده ما يهدِّد بيئتنا، بل التلوُّث والإهمال والتقصير في صيانة الأماكن العامة والتشجير والتنظيف. نحن بحاجة إلى وفودٍ أخرى، لتناقش موضوع تلوُّث البيئة البرية الكاملة والبحرية، على حدٍّ سواء.

مَنْ يسلك طريق الملك فهد باتجاه الجنوب سيرى التلوُّث والنفايات والعشوائيات والحيوانات النافقة على امتداده، وكأن البلدية لا تسلك هذا الطريق، ولا تعترف به! ولا أعلم حقيقةً إن كانت البلدية غائبة أو مغيَّبة.

التشجير والنظافة أمران متوازيان، لا يمكن الاهتمام بواحدٍ منهما من دون الآخر. نتمنَّى أن يتم الاهتمام بتنظيف الشواطئ والبر والبيئة الكويتية التي دمَّرتها المخيَّمات الشتوية والصيادون ومرتادو البر والبحر، بالتقصير والإهمال، حتى لو باستقدام وفدٍ لدراسة ومعاينة البيئة بنفس الطريقة والمستوى والاهتمام.

بالقلم الأحمر:

ما كتبه د. بينيت قبل قرن كان انعكاساً لواقع حضاري. لو عاد مرَّة أخرى في الزمن ومرَّ بنفس الطريق لطلب «محَّاية».

back to top