«ناصر بوعوض» أنشدت للوطن في «صيفي ثقافي»
• الفرقة قدمت أمسية تراثية تضمنت ألواناً مختلفة من الفنون الشعبية
في إطار فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي 17»، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، قدَّمت فرقة ناصر بوعوض للفنون الشعبية أمسية تراثية في مجمع ذا غيت مول، استقطبت حضوراً جماهيرياً من مُحبي الفنون الشعبية الكويتية.
انطلقت الفعالية بعرضٍ لافت في قلب المجمَّع، حيث انتشر أعضاء الفرقة بمُعداتهم وآلاتهم الموسيقية، ليبدعوا في تقديم فقرات مزجت بين الغناء الحي والاستعراضات التراثية، في لوحةٍ فنية تنبض بالأصالة، وتعكس ثراء الهوية الثقافية الكويتية، وعُمق ارتباطها بالوجدان الشعبي.
مسيرة فنية
وعلى هامش الأمسية، عبَّر رئيس فرقة ناصر بوعوض للفنون الشعبية، عبدالرحمن العوض، عن شكره لـ «الوطني للثقافة»، وقال إن الفرقة تأسست عام 1981 على يد جده المرحوم جاسم العوض، الذي وضع اللبنة الأولى لمسيرتها الفنية، ثم تولَّى إدارتها والده – رحمه الله – لتستمر بعد ذلك حتى اليوم، محافظة على أصالتها وتجدُّدها.
وأشار إلى أن الفرقة تتكوَّن من أكثر من 35 عضواً، وتتميَّز بتنوُّع أعضائها من مختلف الفئات العُمرية، خصوصاً الشباب، الذين أبدوا شغفاً بالفنون التراثية، ما يمنح الفرقة روحاً متجددة تضمن استمرارية هذا الإرث الثقافي العريق.
فن الصوت
ولفت العوض إلى أن الفرقة استهلَّت عروضها بـ «العرضة البحرية»، التي استحضرت البيئة الساحلية، تلتها «العرضة البرية» بإيقاعاتها الحماسية، لتتوالى بعد ذلك الفنون الغنائية التراثية، حيث قدَّمت الفرقة فن الصوت بنوعيه، صوت الشامي، وصوت العربي، وسط تفاعلٍ كبير من الجمهور. كما واصلت تقديم مجموعة من الفنون التقليدية الأخرى، مثل: «السامري»، و«اللعبوني»، و«الخماري»، التي أضفت على الأمسية طابعاً احتفالياً.
ركيزة أساسية
من جانبه، أكد عضو الفرقة محمد جاسم العوض أن الفرقة حافظت على رسالتها في إحياء التراث، ونقله من جيلٍ إلى آخر، مشيراً إلى أن الشباب يشكِّل ركيزة أساسية في الفرقة.
وقال إن هناك تفاعلاً من قِبلهم تجاه الفنون الشعبية، إذ يُبدي العديد منهم شغفاً لتعلُّم مختلف الألوان التراثية، وقد أتقن بعضهم بالفعل أداء هذه الفنون.
الأغاني الوطنية
ومع تواصل فقرات الأمسية، أضفت فرقة ناصر بوعوض للفنون الشعبية بُعداً وجدانياً جميلاً عبر فقرة الأغاني الوطنية، التي جسَّدت روح الانتماء والاعتزاز بالوطن، لتتحوَّل اللحظة إلى تفاعلٍ جماهيري لافت، حيث صدحت الأصوات بألحان راسخة في ذاكرة الكويتيين، وارتفعت مشاعر الولاء والحُب للكويت في مشهدٍ طغت عليه الوطنية والحنين.
وقدَّمت الفرقة باقة من الأغاني الوطنية التي أشعلت الحماس في نفوس الحاضرين على وقع كلمات عبَّرت بصدق عن عُمق الانتماء، فامتزج التراث الغنائي بعاطفة الوطن.
«القبة السماوية»
وفي فعالية أخرى، ضمن مهرجان صيفي ثقافي في دورته السابعة عشرة، وبالتعاون مع رابطة القرية القمرية، شهد متحف الكويت الوطني جولة علمية مميزة داخل القبة السماوية، جاءت تتويجاً لخمسة أيام حافلة بالأنشطة التفاعلية والمعرفية المتنوعة، حيث تعرَّف الزوار خلال الجولة على مفاهيم فلكية متقدمة عبر عرضٍ حي تفاعلي جمع بين المعلومة والعرض البصري، قدَّمه أستاذ الفيزياء في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عبدالعزيز العريض، والباحث في علوم الفضاء غانم العتيبي، اللذان قدَّما شرحاً مبسَّطاً بأسلوب جذاب، ما أضفى على التجربة طابعاً تفاعلياً أثار إعجاب الحضور، خصوصاً من فئة الشباب والمهتمين بالعلوم الفلكية.
وبهذه المناسبة، قال العريض: «نثمِّن دعم (الوطني للثقافة)، الذي أتاح هذا التعاون للسنة الثانية على التوالي، وهذا العام أثمر فعالية ناجحة لاقت استحسان الجمهور. الحمد لله، الأجواء كانت إيجابية، والتفاعل كان مميزاً».
وشدَّد على أهمية استمرار هذا النوع من الفعاليات، قائلاً: «نأمل أن تكون هذه المبادرة بداية لسلسلة من البرامج العلمية والثقافية التي تجعل من علم الفلك جزءاً من حياتنا اليومية، وتمنح شبابنا منصات ملهمة للتفكير والتعبير».
بدوره، أكد العتيبي: «حرصنا في الختام على تقديم جولة تُحاكي التجارب الحقيقية، حيث ساهمت في تقريب مفاهيم علم الفلك إلى الجمهور بأسلوبٍ بسيط وجاذب».
ووجَّه العتيبي دعوة مفتوحة للمتخصصين والمهتمين بعلم الفلك للانضمام إلى رابطة القرية القمرية، مؤكداً أن «انضمام أصحاب الخبرات يشكِّل ركيزة أساسية لتطوير أنشطة الرابطة، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والعلمي بالكويت».