في المرمى: رجل الأخلاق والشخصية والنزاهة

نشر في 25-07-2025
آخر تحديث 24-07-2025 | 20:38
 عبدالكريم الشمالي

في لحظات الفقد، تصمت الكلمات، ويتوقف الزمن احتراماً لقاماتٍ صنعت الفرق وأحدثت الأثر، غادرنا إلى دار البقاء المرحوم خالد أحمد الحمد رئيس نادي القادسية الأسبق، وأول رئيس للهيئة العامة للشباب والرياضة أحد رجالات الرياضة المخلصين، رجل لم يكن مجرد اسم في قائمة الرياضيين، بل كان قلباً نابضاً بالوفاء، وعقلاً ناضجاً بالرؤية، ويداً لا تتأخر عن العطاء.

لقد رحل رجل حمل همّ الرياضة الكويتية على كتفيه، منذ بداياته لم يعرف الكلل، كان مؤثراً في القرار وصاحب بصمة واضحة في كل منصب شغله، لم يكن طموحه أن يظهر في الصورة، بل أن يترك أثراً، وهذا ما فعله بكل هدوء وصدق، كان من صنّاع الفكرة قبل أن تصبح مؤسسة، ومن رجالات الزمن الذين حملوا الطموح فوق أكتافهم، ومضوا بالعمل لا بالضجيج، كان من طينة نادرة، لا يتكلم كثيرًا، لكنه يعمل بصمت ويصنع الفرق.

في نادي القادسية، كان حاضرًا في كل تفصيلة، مدركًا أن الرياضة ليست مجرد فوز وخسارة، بل بناء إنسان، فصنع من القادسية مدرسة ومنارة، وترك فيها إرثاً لا يزال يُحكى، وتميز رحمه الله بالحكمة، والهدوء، وبعد النظر، وكان يؤمن أن الرياضة مسؤولية لا ترف، وأن الشباب هم الثروة الحقيقية لهذا الوطن. لم يكن محسوباً على تيار أو جهة، بل كان محسوباً على الكويت فقط.

واجه التحديات بعد الغزو، وساهم في إعادة بناء المنظومة الرياضية في ظروف استثنائية حين أوكلت إليه مهمة إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة في بداية تأسيسها، لم تكن المهمة سهلة، بل كانت تحديًا لتأسيس كيان يُعنى بالشباب في زمن كانت الرياضة فيه تبحث عن هويتهاـ لكنه، كعادته، كان على قدر المسؤولية، فأسس، وبادر، وأرسى أسساً لا تزال قائمة إلى اليوم.

وفي زمن تساقطت فيه الكثير من القيم، ظل هو شامخًا بمواقفه، وفيًا لأصدقائه، نزيهًا في قراراته، يترك اليوم فراغاً لن يُملأ، وذكرى طيبة ستظل عالقة في وجدان كل من عرفه، أو سمع عنه، أو سار في طريق عبّده هو ذات يوم بإخلاصه وحكمته.

برحيله، فقدنا رمزاً وطنياً نزيهاً، ووجهاً ناصعاً في سجل الرياضة الكويتية، وطويت صفحة من صفحات العطاء الرياضي النبيل، رحمك الله يا أبا وليد، بواسع رحمته، وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك، وجزاك عنا وعن كل رياضي وكل شاب خير الجزاء سنفتقدك كثيراً، لكنك ستظل «خالداً» في ذاكرة الرياضة، وفي قلوب كل محبيك.

back to top