بالمختصر: حفلة Coldplay... والفصل المنتظَر
ليست كل الحفلات تُختتم بالأغاني... فبعضها يُغلق على قرار فصل. كان بإمكان المدير التنفيذي لشركة Astronmer للاتصالات أن يعود من الحفل بصورة جميلة على حسابه الخاص، لكنه عاد بصورة باهتة على صفحة شركته الرسمية، دون أن يدري.
جلس في الصف الأول أمام المسرح، وبجواره مديرة الموارد البشرية... ولم يكن يدري أن ثمة منصة أخرى تعلو خشبة Coldplay: منصة القيم المهنية، والمسؤولية الأخلاقية، وهيبة القيادة.
مقطع فيديو قصير، التُقط ببراءة الهاتف، لا بعدسة الصحافة، لكنه كشف ما هو أعمق من اللحظة: كشف عن قائد نسي أن حضوره ليس شخصياً، بل وظيفياً... ومؤسسياً أيضاً.
من الأخلاق... إلى القرار: لم تكن تلك الحادثة سابقة يتيمة، فقد سقط قبلها بوب كينيدي في مشاهد غير لائقة، وظهر مرشحون رئاسيون، أو أزواجهم، في لقطات نالت من الثقة قبل المنصب، ثم جاء ديفيد بترايوس، رئيس الـCIA، الذي أُقصي من موقعه لا بخيانة أمنية، بل بخيانة لمفهوم القدوة... عبر مراسلات شخصية كُشفت.
ومع كل جيل، تتسع رقعة الكاشف: من عدسة المصور، إلى فلاش الصحف، ثم إلى كاميرا الهاتف، فإلى خوارزميات لا تنام.
القيم لا تُعلّق مع المعاطف: القيادة ليست صفة مهنية، بل التزام أخلاقي دائم. القائد لا يمثل نفسه فحسب... بل يمثل هوية الجهة، وأمانة الصورة، وثقة المجموع.
فإذا جلس على طاولة، رأى الناس المؤسسة فيها، وإذا تكلم في مكان عام، سمعوا صوت النظام من خلاله، وإذا تصرّف... فهو لا يعبّر عن مزاجه، بل عن منظومة كاملة تراقبه حتى وهو «في إجازة».
الذات القيادية... وقف عام لا تملك تأجيره، على القادة أن يدركوا هذه الحقيقة العميقة: ذواتهم لم تعد ملكاً لهم وحدهم، فهي وقفٌ معنوي لمؤسساتهم، ومرآة لأوطانهم، وسُلطة أخلاقية تسبق القرار التنفيذي.
ومَن لا يضبط سلوكه في الضوء، يخسر ظله حين تأتي لحظة الحساب.
بالمختصر: أخلاق القيادة لا تُمارَس في أوقات الدوام فقط... بل في كل لحظة يشير فيها الناس إليك، ويقولون: هذا هو الواجهة.
المنصب لا يحمي من السقوط، بل يكشف سرعة السقوط حين تضعف الحصانة الأخلاقية.
ومن لا يقدّر قدوته... فلن يُقدّر طويلاً. دمتم بود.