معارض أثرية وورش فنية وتثقيفية في متحف جاير أندرسون
• 82 سنة مرَّت على افتتاح الصرح المُقام في منزلين تاريخيين
دبَّت الحياة بقوة في متحف جاير أندرسون، الواقع في حي السيدة زينب بالقاهرة، بالتزامن مع مرور 82 عاماً على افتتاحه في 17 يوليو 1943، من خلال تنظيم سلسلة من المعارض الأثرية والفنية وورش العمل التعليمية والتثقيفية، التي تستهدف مختلف الفئات العُمرية لجمهور الزائرين.
الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، أكد أن هذه الفعاليات تمثل فرصة لإبراز ما يحتويه المتحف من مقتنيات نادرة ومميزة، وجذب الزائرين من مختلف الأعمار، وتعزيز دور المتحف كمؤسسة تعليمية ومجتمعية فاعلة.
أصل وصورة
من جانبه، قال رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، مؤمن عثمان، أن برنامج الاحتفالية يتضمَّن ثلاثة معارض رئيسية، أبرزها المعرض الأثري المؤقت بعنوان «أصل وصورة»، ويُقام بقاعة العرض المؤقت بالمتحف لمدة 15 يوماً، ويضم مجموعة مختارة من أبرز مقتنيات المتحف، من بينها: تمثال للإلهة باستت من الدولة القديمة، وسيف معدني مزخرف بآيات قرآنية، ورأس للملكة نفرتيتي، وعصا تحمل نقوشاً إيرانية، وزير نادر من الفخار، ووعاء للطعام معدني من العصر العثماني، بخلاف صور زيتية لجاير أندرسون وهو يكتب ويعزف على آلة البيانو.
من ناحيتها، ذكرت المديرة العامة لمتحف جاير أندرسون، مرفت عزت، أن الفعاليات تشمل أيضاً معرضاً فنياً بعنوان «إبداعات تسويقية»، بالتعاون مع قسم التسويق بالمتحف، يُبرز أعمال ومنتجات المتدربين بقسم التسويق خلال عامَي 2024 و2025، في مجالات التصوير الفوتوغرافي، والتصميم الغرافيكي، والكتابة الإبداعية، والتوثيق التاريخي.
ويحتوي المعرض على مجموعة من المطبوعات الخاصة بأعمال الميديا، منها سلسلة محتوى قصير بعنوان «أسرار من بيت الكريتلية»، تتناول أبرز الغرف والزوايا الفريدة في المتحف، وحملة فنية تفاعلية تعكس حكايات وأسرار بيت الكريتلية بعنوان «سِرك في بير»، تعتمد على مشاركة الجمهور قصصهم أو تأملاتهم في الصور المعروضة، كما تعزز الرابط الشخصي بين الزائر والمكان.
مقتنيات قديمة في إحدى القاعات
مشروع بصري
أما «ليلة في بيت الكريتلية»، فهو مشروع بصري آخر في المعرض يحاكي تجربة الزيارة الليلية للمتحف، ويدمج بين التصوير الفني والإضاءة التراثية لإبراز الطابع الروحاني والتاريخي للبيت، ويُستخدم كأداة لجذب المهتمين بالتصوير والعمارة.
وتُختتم الفعاليات بمعرض للمنتجات الفنية اليدوية من إنتاج قسم الورش بالمتحف، ويشمل أعمالاً في الماركتيري، والخيامية، والمكرمية، والديكوباج، والتطريز، وصناعة المجسمات، والخرز، وترصيع الأحجار، وحقائب الكنفا.
متحف في منزلين
يقع متحف جاير أندرسون، والمعروف أيضاً بـ «بيت الكريتلية»، في ميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب، ويتكوَّن من منزلين يرجع تاريخ إنشائهما للعصر العثماني، ينتسب الأول لصاحبه عبدالقادر الحداد الذي أنشأه عام 1631. أما الثاني، فقد أنشأه محمد بن سالم بن جلمام الجزار عام 1540، وهما مثال للمنازل المصرية خلال العصور الإسلامية. ويجمع المنزلان عناصر العمارة في العصرين المملوكي والعثماني، واشتهر كلاهما بـ «بيت الكريتلية» نسبةً إلى آخر أسرة أقامت بهما التي كانت وافدة من جزيرة كريت.
قصة المتحف
في عام 1935، تقدَّم الضابط الإنكليزي جاير أندرسون باشا بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بطلب لاستئجار المنزلين، على أن يقوم بترميمهما وتأثيثهما على الطراز الإسلامي، وأن يعرض فيهما مجموعته الأثرية من مقتنيات أثرية مصرية قديمة وإسلامية، فضلاً عن مقتنياته التي ترجع إلى عصور وحضارات من بلدان مختلفة، منها: الهند، والصين، وتركيا، وإيران، وإنكلترا، وسورة، على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكاً للشعب المصري بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائياً، ويتم تحويل المنزلين إلى متحف يحمل اسمه.