القعود: تشغلني طريقة السرد لا صياغة الرسائل

• أصدر مجموعته القصصية الجديدة «صوت الحشائش»

نشر في 24-07-2025
آخر تحديث 24-07-2025 | 18:45
القاص فهد القعود
القاص فهد القعود
القاص فهد القعود أحد الأصوات السردية الشبابية على الصعيد المحلي، يكتب بنَفَسٍ تأمليٍ عميق، وبلغةٍ مشبَّعة بالتفاصيل والرؤية الإنسانية. 4 إصدارات قصصية شكَّلت محطات في تجربته الأدبية، من بينها «نقطتان تحت بعض»، و«ثلاثة أزهار في فمي»، و«تقدّس: إنه يطلع الآن ويصغي»، وصولاً إلى مجموعته الأحدث «صوت الحشائش». حصد القعود ثلاثاً من جوائز فلاح الحجرف للأعمال الوطنية، إلى جانب فوزه بجائزة الكويت للتميُّز والإبداع الشبابي عن مجموعته «تقدّس: إنه يطلع الآن ويصغي». وبمناسبة صدور «صوت الحشائش»، التقته «الجريدة» في هذا الحوار، الذي يفتح نافذة على عوالمه الكتابية، وتفاصيل رؤيته للقصِّة، وغيرها من الأمور. وأكد أنه ليس منشغلاً بصياغة رسائل بقدر انشغاله بطريقة السرد، وفيما يلي تفاصيل الحوار

• حدِّثنا عن مجموعتك القصصية الجديدة «صوت الحشائش».

- «صوت الحشائش» مجموعة قصصية تضم 13 قصة، منها: «تركواز»، و«راجوخان»، و«إلى روح المامير»، وتنتهي بـ «أنا ملاك»، وهي القصة الأخيرة والكاشفة كما أسميها. تتضمَّن المجموعة لوحات فنية لكل قصة من رسم شيخة كمال.

الموضوع العام للمجموعة ينبت من عنوانها نفسه، فكل القصص، رغم اختلاف عوالمها وشخصياتها، تنتمي إلى هذا الخيط الرفيع الذي يجمعها. هي شخصيات لا تطالب بأن تُسمَع، ولا تتوسَّل أن يراها أحد، لكنها تنبت غصباً عنها في أماكن لم تخترها، تُمنح صوتاً، فتسائل الكاتب، وتسائل الأدب، والقارئ فيها ليس متلقياً فحسب، لكنه شريك في السرد، وفي المساءلة كذلك.

• ما الذي يشغل بالك حين تكتب؛ الفكرة أم اللغة أم القارئ؟

- أبدأ الكتابة وتكون الفكرة قد شغلتني مسبقاً. لكن أثناء الكتابة، لا أتمسَّك بها، بل أترك للنص أن يقودني، أراقب تحوُّلاته، وأفكِّر بعدها إن كانت الفكرة قد كبرت أم تقلَّصت. أما اللغة، فأهتم بها لاحقاً، ليس لتنميقها، بل لأوازن بينها وبين الفكرة، ألا تكون اللغة أثقل منها، أو أضعف. أما القارئ، فهو حاضر دائماً، لا كشخص خارج النص، بل كشريك في تفسيره وتأويله.



• ما التحدي الأكبر الذي تواجهه أثناء الكتابة؟

- أظن أن التحدي الأكبر في الكتابة هو ذاته التحدي الأكبر في الحياة، أن أفهم، أن أُصغي، أن أتحقق من صوتي، أن أفهم نفسي وحولي. أن أجد لحظة صدق فأتمسَّك بها بكُل ما أملك.

• هل هناك رسالة خفية أو ثابتة تحرص على إيصالها في كل أعمالك؟

- لا أظن أن لدي «رسالة ثابتة» في كتاباتي، لكن ثمة خيطاً خفياً يجمعها، يشبه الشخصيات التي أكتب عنها.



لستُ منشغلاً بصياغة رسائل بقدر انشغالي بطريقة السرد، التي تُتيح لهذه الأصوات أن تعبِّر عن نفسها، حتى وإن كان دويّها مثلي بالكاد يُسمَع.

• هل تؤمن بوجود أدب محلي وأدب عالمي، أم أن الكتابة تتجاوز الجغرافيا؟

- أؤمن بوجود أدب محلي، وآخر عالمي، والكتابة الجيدة قادرة على تجاوز الجغرافيا، متى ما وجدت مَنْ يحملها إلى أبعد من محليتها. المشهد الأدبي لا يُدار بالنصوص فقط، والعمل الجيد لا يعلن عن نفسه بالضرورة، بل يحتاج إلى عين ترى، ومؤسسة تؤمن، ومنصة توصله. لا يكفي أن تكون جيداً.

• كيف تتعامل مع لحظات الانقطاع عن الكتابة؟

- للبعض الكتابة هي طقس يومي، وللبعض الآخر إلهام، بصراحة أنا لا أعرف أيني بينهم، لكن هذه المجموعة أتت بعد ثماني سنوات من كتابي الأخير، فأعرف تماماً معنى الانقطاع. لطالما كنت أشكو منه، لكن مع مرور الوقت أدركت، ربما الانقطاع لا يعني نهاية الكتابة، بل الاستعداد لها. أحياناً نحتاج أن نعيش أكثر، كي نكتب أفضل، كي نكتب أصدق.

• هل تستوحي شخصياتك من الواقع، أم أنك تميل إلى الخيال الكامل؟

- شخصياتي مستلهمة من الواقع، أحياناً كما هو، وأحياناً كما أريد أن يكون لأكتب، حتى تلك التي أظنّها خيالية بالكامل، تتكشف لي لاحقاً أنها كانت تمتُّ لشيءٍ بصلة، ربما شخص أعرفه، أو أود أن أعرفه، ربما أنا.



back to top