بالقلم الأحمر: اقتراح العم أبومحمد... وشبّاك المراجعات

نشر في 23-07-2025
آخر تحديث 22-07-2025 | 20:08
 الجازي طارق السنافي

بداية: نتمنى أن يتم تغيير مصطلح “كبار السن” إلى “كبار القَدر”، أسوةً بدولة قطر الشقيقة، فهو تعبير جميل يحمل في طياته التقدير والاحترام، ويعكس مكانة هذه الفئة العزيزة في المجتمع الخليجي، لا باعتبارهم متقدمين في العمر فحسب، بل باعتبارهم أصحاب تجربة ومقام وقَدر، يستحقون كل التبجيل والرعاية، لما لها كذلك من أبعاد مجتمعيّة إيجابية.

قبل أيام، تلقيت اتصالاً من العم “أبومحمد”. اتصل بي لا ليشكو عن معاملة طالت ولم تُنجز، بل ليلفت نظري إلى قضية قد تبدو بسيطة للبعض، لكنها في الواقع تمس كرامة الإنسان وراحته: وهي شبابيك المراجعات في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة كذلك.

يقول العم أبومحمد: “يا بنتي نروح نراجع، نوقف عند الشباك، نلاقي الزجاج مغلق والنوافذ قصيرة، ولازم ننحني علشان نسمع صوت الموظف، وأنا ظهري ما صار يساعدني!”.

كلمات بسيطة لكنها صادقة، تنقل معاناة شريحة كبيرة من الناس، خصوصاً أولئك الذين يواجهون صعوبات جسدية بسبب التقدم في العمر أو بعض الآلام الأخرى، والبعض كذلك على كرسي متحرك لا يستطيع الوصول للشبّاك دون مساعدة.

هذه الشبابيك التي صُمّمت لحماية الموظف، أصبحت عائقاً أمام المراجع المسن، الذي يضطر إلى الانحناء أو رفع صوته، أو أحياناً التنازل عن حقه في السؤال والاستيضاح، فقط لأنه لم يتم تصميم المكان بعين تراعي اختلاف القدرات والحاجات الإنسانية.

العم أبومحمد لا يشتكي فقط، بل يقترح، ويقترح من منطلق الحرص والانتماء: يتوجب الأخذ بعين الاعتبار تخصيص كاونترات مهيأة لفئة “كبار السن”، تكون بمستوى مناسب للوقوف أو الجلوس، فضلاً عن توفير نظام صوتي (مايكروفون وسبيكر) واضح يربط بين المراجع والموظف دون الحاجة للانحناء، خصوصاً في الشبابيك التي تفصلها طبقات زجاج عازل -كما هو معمول به في العديد من الدول- وإتاحة مقاعد مريحة في صالات الانتظار وقرب شبابيك المراجعة.

الرفق بكبار السن مسؤولية مؤسسات، والمسألة ليست رفاهية، إنما احترام لحق أساسي في الكرامة وسهولة الوصول. ولا نبالغ إن قلنا إن طريقة تعامل الجهات الرسمية مع كبار السن تعكس نضجها الإنساني قبل الإداري.

نأمل من الوزارات والمؤسسات الخدمية أن تستقبل هذا المقترح بجدية وتعمل به، ليس فقط لأنه من “العم أبومحمد”، بل لأنه صوت العشرات من كبار السن، الذين خدموا هذا الوطن لعقود، واليوم يستحقون أن يخدمهم الوطن ويراعيهم بكل احترام وتقدير.

بالقلم الأحمر:

الجانب الإنساني هو الأحق بالتطوير قبل أي جانب إداري أو عملي.

back to top