من جو ليبرمان إلى إيلون ماسك

نشر في 20-07-2025
آخر تحديث 19-07-2025 | 18:28
 وول ستريت جورنال

إيلون ماسك والحزب الجديد الذي أعلنه في 5 يوليو الجاري، تحت اسم «الحزب الأميركي»، يعدان بتحدٍّ قوي وممول جيداً لكسر احتكار الحزبين التقليديين للسلطة. والدي الراحل، جو ليبرمان، كرّس جزءاً كبيراً من طاقته الأخيرة للإعداد لمحاولة مماثلة في 2024 عبر ما عُرف باسم «وثيقة التأمين» التي أطلقها تحالف نو ليبلز (No Labels).

كانت الخطة تقوم على تقديم قائمة رئاسية ثنائية الحزبين - رئيس ونائب رئيس - في حال قدّم الحزبان الرئيسيان مرشحين يراهم معظم الأميركيين غير مقبولين.

لكن هذه القائمة الموحدة لم ترَ النور، إلى حد كبير بسبب الحملة الشعواء - لا سيما من الديموقراطيين - لتشويه هذه المحاولة. وصفوها بأنها تهديد للديموقراطية بزعم أنها قد تؤدي إلى فوز دونالد ترمب. جرى استهداف موظفي «نو ليبلز» وتشهيرهم علنًا، وأصبح المتبرعون أكثر حذرًا، بل وتعرّض المرشحون المحتملون لتهديدات علنية بمحو مستقبلهم السياسي إذا انضموا لهذه الجهود الثنائية.

الحزب الأميركي الجديد أثار حتى الآن حفيظة الجمهوريين أكثر من الديموقراطيين. ومع أن مخاوف الجمهوريين قد تتضح لاحقًا، من اللافت أن منتقدي ماسك تجاهلوا ادعاءه بأن «80 بالمئة من الناس» سيرحبون بخيار ثالث أكثر وسطية.

ربما يكون الرقم الفعلي أقل - إذ أظهر استطلاع غالوب عام 2024 أن 58 بالمئة من الأميركيين يرون أن البلاد تحتاج إلى حزب ثالث - لكنه يظل رقمًا كبيرًا. بدلًا من مناقشة هذه النسبة، أعاد المنتقدون تكرار نفس الحجج المملة من أعوام 2023 و2024 ضد «نو ليبلز»: أنتم مجرد مفسدين، لا يمكنكم الفوز، كم أنتم غير مسؤولين.

لكن هذه الاعتراضات، في جوهرها، تكشف سبب الحاجة إلى الحزب الأميركي، فهي تدور حول من سيحتفظ بالسلطة، لا عن كيفية استعادة ثقة جمهور يشعر بالخذلان العميق من ممثليه، وبصراحة أكبر: زعماء الحزبين يريدون حصرنا بين مرشحين مختارين مسبقًا يطيعونهم أكثر مما يستمعون إلى الشعب، وهذا سلوك غير ديموقراطي بوضوح.

في عام 2000، لو لم يكن رالف نادر موجودًا كمرشح ثالث، لكان آل غور انتُخب رئيسًا، ولكان والدي نائبًا للرئيس. ونتيجة لذلك، لكانت فرص والدي جيدة في الترشح للرئاسة عام 2008، ومع ذلك، لم أسمعه يومًا يهاجم نادر أو يلومه على ترشّحه.

كان يفهم أننا نعيش في ديموقراطية، وأن الديموقراطية في أفضل حالاتها هي ساحة لتنافس الأفكار يجب أن تكسب فيها أصوات الناخبين للوصول إلى الحكم. وكان يدرك أن القول إن نادر لم يكن عليه الترشح يساوي القول إن أميركا لا ينبغي أن تكون ديموقراطية.

على الحزبين الكبيرين أن يسألا نفسيهما: ماذا يفعلان حقًا عندما يحاولان خنق أي بديل ثالث؟!

* الكاتب ماثيو ليبرمان

back to top