منصة كويت فيزا... والسائح الأجنبي
في خطوةٍ مهمة ومُنتظرة لتعزيز السياحة، أطلقت وزارة الداخلية يوم الأربعاء 16 يوليو 2025 منصة «كويت فيزا» الإلكترونية، لتواكب رؤية الكويت الجديدة، والتي ستكون النافذة القادمة لاستقبال السياح والزوار بشكلٍ راقٍ واحترافي، مواكبةً للاحتياج العالمي والتوجُّه العالمي «الحديث» نحو تطوير السياحة المحلية، وهي مبادرة جميلة لتنويع الاقتصاد والتجارة وقطاع السياحة بشكلٍ عام، لكن نحن أمام تحديات كثيرة وأسئلة بحاجة إلى إجابات حقيقية، وما بين الأمل والواقع، «هل نحن فعلاً جاهزون لاستقبال السياح بجميع متطلباتهم السياحية؟».
هناك متطلبات «بسيطة» ربما غابت عن رؤيتنا «العصرية» للتقدُّم السياحي وفتح الفيزا للزوار واستقبالهم، وقد تكون تجربة السائح الأولى هي أصدق وأهم تجربة، فهناك مثل يقول «الانطباع الأول هو الانطباع الأخير»، وانطباع السائح الأول يجب أن يكون جيداً لتجربة سهلة وجميلة عن الكويت.
والانطباع الأول يبدأ في المطار والإجراءات، ثم في الفنادق والمرافق الأخرى «كتجربة سياحية متكاملة».
لكن نحن نفتقر إلى بعض الأمور «الهامشية المهمة»، منها عدم وجود مرافق وقوانين كافية وسهلة للسياح من ناحية اصطحاب حيواناتهم الأليفة.
تُعد الكويت من الدول المصنَّفة على أنها Non-pet friendly، أي دولة غير صديقة للحيوانات الأليفة.
وللأسف الشديد، من أبسط احتياجات السياح هي وجود بيئة تراعي مرافق الحيوان الأليف، خصوصاً أن شريحة واسعة من السياح حول العالم لا تفارقهم حيواناتهم، سواء كرفقاء أو أفراد عائلة، أو لأسباب نفسية وطبية. وهنا نصطدم بحقيقة، أن الكويت ليست -إلى الآن- وجهة صديقة للحيوانات الأليفة.
معظم المناطق والمرافق يُمنع فيها اصطحاب الحيوانات الأليفة منعاً باتاً، بل توجد شارات ولافتات تمنع وجودهم حتى في أغلب المماشي العامة والخاصة، وكذلك الشواطئ والمرافق الترفيهية المفتوحة، فيجد الزائر نفسه أمام منظومة مغلقة بوجه شريحة كبيرة من السياح.
ولا ننسى أن الفنادق كذلك نادراً ما تجد فندقاً يقبل بحيوان أليف. وكذلك المقاهي والمطاعم لا أتذكَّر أنني وجدت علامة كُتب عليها «يُسمح بالحيوانات الأليفة»، فضلاً على أن القوانين في الكويت تفرض قائمة طويلة من السلالات الممنوعة من الدخول، مصحوبةً بإجراءات معقدة وصارمة تجعل السائح يُعيد التفكير مرتين قبل أن يدرج الكويت ضمن جدول وجهاته المُحتملة، وحتى الرحلات السياحية لو «بيفترّون فيها» سيمنعون حيواناتهم من الدخول! وكذلك ناقلنا الوطني لا يعير موضوع الحيوانات أهمية كبيرة، وهذا أمر محزن.
قد تكون هذه التفاصيل «غير مهمة» في نظر البعض، لكنها في عالم السياحة والضيافة جوهرية لا كمالية.
لا يمكن أن تقوم السياحة على المولات والمطاعم وحدها، فنحن حين نتحدَّث عن «وجهة سياحية»، فنحن نتحدَّث عن منظومة متكاملة تستوعب مختلف أنماط الزوار واحتياجاتهم، فالسياحة الحقيقية تبدأ من احترام الإنسان وامتداداته، بما فيها الحيوان. وهذا ما نجده في كل الدول الراقية، والتي نتمنى أن نكون منها.
فإذا كُنا مقبلين على «عصر سياحي»، كما نتصوَّره، فليكن عصراً مؤسساً، متكاملاً، لا استعراضياً. فلنُعِد النظر في التفاصيل «الهامشية»، ولنفتح صفحة نواكب فيها مُتطلبات العالم والسائح.