في المرمى: انتقالات اللاعبين... دراما طويلة
يبدو أن انتقالات اللاعبين في الكويت لم تعد مجرد حراك رياضي طبيعي، بل تحوّلت إلى «دراما موسمية» تعرض على كل منصة وموقع، ويشارك فيها اللاعب والنادي والقانوني والمحلل و«الهبة» الأخيرة: خبير اللوائح في «X»!
المشكلة ليست في الخلافات بحد ذاتها، فهذه تحدث في كل دوريات العالم، بل في غياب الأرضية التنظيمية التي تمنع مثل هذا الفوضى، فكلما اشتعلت قضية انتقال أو خلاف على عقد اكتشفت أننا ليس لدينا لائحة واضحة تحسم الأمور، ولا حتى عقد نموذجي يحفظ للطرفين حقوقهما.
لذلك ستبقى قضية الانتقالات والعقود شبحاً يؤرق الأندية واللاعبين على حد سواء، ليس لأن الحل مستحيل، بل لأننا – ببساطة – نحب الدوران في الدوامة. نعم، هناك لوائح دولية وضعت خطوطاً عريضة، لكننا نصرّ على تحويل كل انتقال إلى قضية رأي عام، ومعركة قانونية، ونقاش وطني على وسائل التواصل الاجتماعي التي كلما حصلت مشكلة بين لاعب ونادي، انفجرت بتصريحات متضاربة، و«فضفضات» صوتية، ومقاطع فيديو تُبكي وتُضحك في آنٍ واحد. النادي يقول «هرب»، واللاعب يقول «ما في التزامات»، والمشجع يحتار، بينما يتكاثر المحللون في كل زاوية، ويستعرض بعض القانونيين مهاراتهم في «التحليل القانوني المسرحي».
وبين تلك التصريحات، تضيع الحقيقة، ويتحول اللاعب من موهبة إلى «متهم هارب»، والنادي من مؤسسة إلى «سجان»، والاتحاد الرياضي يتفرج ويكاد يُصفق للجميع من بعيد، وكأن الأمر لا يعنيه في حين تنشغل الأندية باستعراض العضلات والتصعيد، واللاعبون بعضهم لا يقرأ العقد أصلاً، والبعض الآخر يوقع ثم يشتكي، والضحية دوماً هي «الحقيقة».
أما الإعلام فحدث ولا حرج، كل منصة تعرض القضية من زاوية مختلفة حسب «الضيف» و«الرزة»، فيصبح الهارب مظلوماً، والمتغيب مناضلاً، والنادي المفلس بطلاً.
صرخنا طويلاً: «يا جماعة، نريد لائحة انتقالات، وعقوداً موحّدة تحسم الأمور»، لكن يبدو أن الصوت لا يصل، أو أنه يصل ويتم تحويله إلى لجنة، ثم لجنة مصغرة، ثم يُدفن في الأدراج مع بقية الأحلام الرياضية المؤجلة.
بنلتي
ما لم تكن هناك قواعد واضحة، سنبقى نعيش في عالم كروي يشبه الأسواق الشعبية، كلٌّ يغني على ليلاه، واللاعب بين المطرقة والسندان، والجماهير بين الصدمة والملل.
هل من حل؟ نعم: لائحة واضحة + عقد نموذجي + شوية عقل... مو أكثر.