اليوسف: حريصون على أمن لبنان وتفعيل اللجنة المشتركة
• بحث مع رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء ووزير الداخلية العلاقات والتطورات
• عون: تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة ومكافحة تهريب المخدرات وما يخلّ بالأمن
• النائب الأول: زيارتي للبنان لتقديم الدعم لأشقائنا... و«حزب الله» في الكويت خط أحمر
• محادثات لبنانية - كويتية أكدت تعزيز التعاون واستكمال المساعدات وطلب دعم الكهرباء
أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف «دعم الكويت للبنان في المجالات كافة، لاسيما التعاون الأمني، انطلاقاً من حرص الكويت على استقرار لبنان وسلامته»، داعياً إلى «تفعيل عمل اللجنة العليا اللبنانية - الكويتية للبحث في مجالات مساعدة لبنان».
جاء ذلك خلال جولة لقاءات عقدها اليوسف، أمس، مع كل من الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، ووزير الداخلية أحمد الحجار.
وقال اليوسف: «إن الأمور الأمنية والاستقرار يتطوران يوماً بعد يوم في لبنان، وما يتمناه الشعب الكويتي ودولة الكويت للبنان هو الاستقرار والأمن والأمان».
وجدد النائب الأول تأكيد أن «حزب الله» في الكويت لا يزال خطاً أحمر، وأن كل الأمور التي ستؤدي إلى عدم الاستقرار سنواجهها، وأنا شخصياً لن أسمح بأي تجاوز لأي إنسان أو لأي حزب موجود في الكويت، علماً بأنه ليس لدينا رسمياً أي أحزاب».
وقد استهل اليوسف جولته بزيارة رئيس الجمهورية الذي أكد أن «العلاقات المتجذرة بين لبنان والكويت، تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، لأنها مبنية على أسس صلبة من الأخوّة والتعاون والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل من البلدين».
وأبلغ الرئيس عون النائب الأول خلال استقباله في قصر بعبدا «أن لبنان حريص على تعزيز التعاون مع دولة الكويت الشقيقة، لأن ما يجمع بين شعبي البلدين من أخوّة ومحبة كفيل بأن يشعر الكويتي عندما يأتي إلى لبنان بأنه في بلده الآخر، وهذا ما نريده أن يستمر وأن نرى إخوتنا الكويتيين في لبنان خلال هذا الصيف بين أهلهم وفي ديارهم».
وشكر الرئيس اللبناني الكويت أميراً وحكومة وشعباً على الدعم الذي قدّمته للبنان، ولا تزال، والوقوف إلى جانب اللبنانيين في المحن التي مرّوا بها، مؤكداً «أهمية التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، وخصوصاً التعاون الأمني لمكافحة تهريب المخدرات وكل ما يخلّ بالأمن في البلدين».
تقديم الدعم
بدوره، نقل اليوسف إلى الرئيس عون تحيات سمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء، معرباً عن سعادته لوجوده في بيروت، في زيارة رسمية تسنّى له خلالها لقاء عدد من الكويتيين الذين يمضون فصل الصيف في لبنان.
وبعد اللقاء، قال اليوسف في تصريح للصحافيين: «سعدت اليوم بزيارة أخي الرئيس عون، وزيارتي للبنان لها ذكريات شخصية منذ أوائل الستينيات، أي أنني أزوره وشعبه الطيب منذ أكثر من 60 سنة. وزيارتي إلى رئيس الجمهورية هي لتقديم الدعم من دولة الكويت لأشقائنا في لبنان».
وتابع: «إن الشعب الكويتي عانى نفس ما عاناه ولا يزال يعانيه الشعب اللبناني من عدم الاستقرار لفترة من الزمن. وبفضل الله سبحانه تعالى، فإن الأمور الأمنية والاستقرار يتطوران يوماً بعد يوم في لبنان».
الكويتيون يقيمون في لبنان من محبتهم له... واللبنانيون بالكويت الأقل مشاكل ونتمنى زيادتهم
تفعيل اللجنة المشتركة
ورداً على سؤال عن التعاون بين البلدين أجاب: «هناك لجنة مشتركة لم تتفعل منذ 13 سنة لبحث الأمور التي تهمّ البلدين، وقد بحثت الأمر لجهة تفعيل هذه اللجنة، بحيث تعقد اجتماعات لنرى حاجات كل من الكويت ولبنان. إن الكويت بحاجة الى لبنان، ولبنان بحاجة للكويت، فلبنان والكويت بلدان أقرب ما يكونان لبعضهما البعض. والكويت لن تنسى موقف لبنان في دعمه لها، والاعتراف بدولة الكويت أيام الغزو العراقي.
فلبنان كان أول دولة في العالم عارضت الاحتلال، وكل ما يعيشه لبنان عاشته الكويت، من هذا المنطلق من الواجب أن تكون الكويت الأقرب الى شعب لبنان. والشعب الكويتي مقيم في لبنان من كثرة محبته لطبيعة لبنان، والشعب اللبناني شعب كريم ومبدع».
وقال «أنا لي سنة ونصف السنة في وزارة الداخلية، وأقل جالية لديها مشاكل في الكويت هي الجالية اللبنانية. ولقد سبق أن تكلمت مع فخامة الرئيس منذ الزيارة التي قام بها للكويت، وأتكلم بصورة دائمة مع السفير اللبناني في الكويت، متمنياً أن يزيد عدد أفراد الجالية اللبنانية لدينا».
وسئل عما إذا كان لا يزال لـ «حزب الله» من دور في الكويت، بعدما كانت محكمة التمييز الكويتية وضعت الحزب على لوائح الإرهاب، فأجاب: «إن كل الأمور التي ستؤدي إلى عدم استقرار أي بلد سنواجهها. وأنتم تلاحظون التطور الأمني الحاصل في الكويت. والحمد لله أننا وهبنا أميراً لديه رؤية ثاقبة في الأمن، وهو أساساً كان رجل أمن. والكويت كانت محتاجة في الوقت الذي نمرّ به، مثلما لبنان محتاج لفخامة الرئيس، إلى رجل أمن، لأنه يفهم الأمور الأمنية، وما تمرّ به البلاد من مشاكل ذات طابع أمني. حزب الله خط أحمر، وأنا شخصياً لن أسمح بأي تجاوز لأي إنسان أو لأي حزب موجود في الكويت، ونحن ليس لدينا رسمياً أيّ أحزاب».
لقاء برّي
وزار اليوسف والوفد المرافق، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور القائم بأعمال سفارة الكويت في بيروت، المستشار ياسين الماجد، حيث تناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وآخر المستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والكويت.
وبعد اللقاء، قال اليوسف: «سوف يبقى لبنان، والزيارة هي لتأكيد دعم الكويت والشعب الكويتي التام للبنان وعلى رأسهم صاحب السمو أمير الكويت، كما كان لبنان الداعم الأول للكويت وللشعب الكويتي، وإن شاء الله مشاكل لبنان كافة سوف تحل».
وحول أسباب زيارته للرئيس بري، قال: «أنا هنا للسلام على الرئيس بري وهو أقدم رئيس برلمان، ومن المفروض على كل برلماني أن يأتي للاستماع الى نصائحه».
وعمّا إذا كانت هناك من مخاوف تهدد لبنان من حدوده الشرقية مع سورية؟ أجاب: «لبنان سيبقى لبنان، وسورية ستبقى سورية».
وأشاد اليوسف بالكفاءة المهنية للأجهزة الأمنية اللبنانية، مؤكداً أهمية تطوير العمل الأمني المشترك، بما يواكب التحديات والمتغيرات، ويُسهم في ترسيخ منظومة تعاون شاملة قائمة على التنسيق المستدام.
اليوسف: زيارتي لنقل رسائل حب ومودة... ولبنان سيبقى ومشاكله ستُحل
محادثات ثنائية
وفي مقر الرئاسة اللبنانية الثالثة بالسرايا الحكومي، عُقدت أمس محادثات لبنانية- كويتية، ترأس الجانب اللبناني فيها رئيس مجلس الوزراء د. نواف سلام، والجانب الكويتي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وتناولت المحادثات العلاقات بين لبنان والكويت، وأهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين مع الحرص الكويتي على استكمال المساعدات للبنان، إضافة إلى التطورات المحلية والإقليمية والدولية.
وحضر عن الجانب اللبناني نائب رئيس مجلس الوزراء د. طارق متري، ووزير الثقافة د. غسان سلامة، ووزير الطاقة والمياه جو الصدي، ووزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه، والقائم بالأعمال في السفارة اللبنانية لدى الكويت أحمد عرفة.
وجال الرئيس سلام واليوسف في أرجاء السرايا، بعد إعادة الترميم، بمساهمة كبيرة من الهبة المقدَّمة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
وأعلنت مصادر لبنانية مواكبة للقاءات، أنه جرى البحث في تفعيل اللجان المشتركة بين البلدين في سبيل تعزيز التعاون بمجالات مختلفة، كما جرى التأكيد على التزام الكويت باستمرارية توزيع المساعدات للبنان، فيما طلب وزير الطاقة والمياه جو الصدي المساعدة بمجال الفيول والمحروقات لإنتاج الكهرباء.