وين راح المسرح؟!

نشر في 13-07-2025
آخر تحديث 12-07-2025 | 18:20
 مظفّر عبدالله

أول العمود:

شُرْب الماء في الكويت بدأ من «الجليب» ومياه الأمطار، وانتهى بمحطة التقطير... وبينهما قصة كفاح تستحق أن يضمَّها «متحف الماء في الكويت».

***

أثار موضوع إلغاء عرض مسرحية «سيف العرب»، واستبدالها بمسرحية «باي باي لندن»، من قِبل وزير الإعلام، مسألة مختلفة عمَّا ورد في أسباب الإلغاء، وهي أسباب محقة، ليس فقط لتبدُّل شكل العلاقات مع الجار العراق، بل لأسباب فنية عند الكثيرين، فالمسرحية كانت عملاً ساخراً، وبمستوى أقل من المتوسط، مع أنه كانت هناك قُدرة على إنتاج عمل فني يعالج الغزو العراقي وسياسات الطاغية صدام حسين بشكلٍ أكثر جدية ورصانة.

فما المسألة الجديدة؟

لاحظنا منذ فترة فكرة اجترار الأعمال الفنية القديمة وتجديدها، سواء كانت مسرحيات، أو أغنيات خالدة، أو أوبريتات، وغير ذلك، وباتت ساحة عرض، مثل الأعمال التي يجري اجترارها على أضخم وأجمل صرحٍ ثقافي في الكويت، وهو مركز جابر الأحمد الثقافي، وهذا يعكس إفلاساً فنياً واضحاً في الساحة المحلية يُلاحظه أكثرنا، لأسباب تتعلَّق بمعهد المسرح، وكتابة النصوص، وغياب المسرح المدرسي، وقوانين الرقابة والنشر، وضعف التشجيع العام للفنان، كما كان في بدايات الفنون في الكويت زمن الستينيات، وما تلاها بأربعة عقود تقريباً.

منذ تسعينيات القرن الماضي استجدَّت على الساحة المحلية قضايا لم تكن موجودة في حياتنا، ومن ذلك، اغتراب المواطن عن هويته الوطنية، ونسيان التاريخ، وعدم الاهتمام به، وشكل استغلال النفط، والنظرة المضطربة للمال العام، وانتشار الطلاق والمخدَّرات، وتأثير الجاليات على طبيعة حياتنا، وعشرات القضايا التي غيَّرت وجه المجتمع الكويتي، وجعلت الكثيرين منَّا يتساءلون: مَنْ نحن اليوم؟!

المسرح والعمل الفني بالعموم يحتاجان إلى نبش هذه الموضوعات، والخروج عن السَّائد والتكرار، لأن ما يجري اليوم محاولة لملء الفراغ من دون أي فائدة. فلو حاولت أي مجموعة استعادة تمثيل العمل الفني الخالد (محكمة الفريج)، كمثال، فلن تُفلح في توجيه النظر عن العمل الأصلي الذي أبهر الجميع، ولا يزال.

الخُلاصة: الابتكار وكتابة النص الجيد ومعالجة قضايانا المستجدة هي المادة التي يجب أن تتسيَّد الأعمال الفنية... وبعد ذلك يمكن أن نقول «صار عندنا مسرح».

back to top