الجسار: «صيفي ثقافي» يحتفي بتراث الكويت الفني
• خلال افتتاح الدورة الـ 17 من المهرجان في مركز جابر الأحمد الثقافي
انطلقت فعاليات مهرجان «صيفي ثقافي» في دورته الـ 17 بحفل افتتاح احتضنته قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بعنوان «أغنيات فضل شاكر».
وغنَّى في الحفل، الذي كان عريفه الإعلامي هاشم أسد، الفنان محمد فضل شاكر، والفنانة رنين الشعار، بمصاحبة فرقة موسيقية بقيادة المايسترو مايكل إبراهيم.
وشهد الحفل حضور عدد من قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب جمع من الضيوف، وجمهور غفير من عشاق الطرب الأصيل، حيث امتلأت القاعة بالحضور في أمسية طربية شهدت تفاعلاً كبيراً وأجواء فنية راقية.
وبهذه المناسبة، قال الأمين العام لـ «الوطني للثقافة» د. محمد الجسار، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المهرجان نيابةً عن راعي المهرجان وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس «الوطني للثقافة» عبدالرحمن المطيري، إن المجلس الوطني دأب منذ تأسيسه على أن يكون راعياً وداعماً لكل ما ينهض بالعقل، ويُثري الروح، ويعزز حضور الثقافة في تفاصيل الحياة اليومية، وهذا المهرجان يمثل تجسيداً عملياً لهذا التوجه، إذ يحمل في طياته برنامجاً متنوعاً وشاملاً يلامس اهتمامات كل الفئات العُمرية، ويمنح منصات حيوية لصوت الفكر والإبداع.
وأكد د. الجسار أن «الوطني للثقافة» يؤمن بأن الثقافة مسؤولية مشتركة، مثمناً التعاون البنَّاء مع القطاع الخاص، الذي يشكِّل رافداً مهماً لإغناء الساحة الفكرية وتحقيق التكامل في تنفيذ برامج المهرجان، متابعاً: «كان لشراكتنا مع المؤسسات والأفراد أثر مملوس في توسيع نطاق الحضور الثقافي، ونقل النشاط الفني إلى فضاءات أكثر قُرباً من الجمهور».
ولفت إلى أن «هذا التفاعل بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني ليس مجرَّد شراكة مؤقتة، بل هو نهج استراتيجي نؤمن بأثره العميق في بناء مجتمع ثقافي حيوي متكامل، ومتجدد، ينتمي إلى تراثه، وينفتح على آفاق المستقبل».
وبيَّن د. الجسار أن المهرجان هذا العام يتضمَّن العديد من الأنشطة التي تجسِّد الهوية العربية، وتحتفي بتراث الكويت الفني، من خلال فعاليات متنوعة تشمل الطفل والأسرة، إضافة إلى تقديم ورش عمل نوعية متخصصة في مجالات أدبية وفنية على مدى سبعة أسابيع، مبيناً أن جميع المواقع والمراكز الثقافية والمتاحف ستُسخَّر لخدمة برامج المهرجان.
وأشار إلى أن هذا المهرجان ليس مجرَّد حراك ثقافي موسمي، بل هو تعبير حي عن التزام المجلس بمبدأ أن الثقافة حقل للجميع، وجسر للتلاقي بين الأجيال، ونافذة على عوالم الإبداع الإنساني.
وفي ختام كلمته، وجَّه الشكر لكل مَنْ ساهم في إنجاح هذه النسخة من المهرجان الأدبي والثقافي الرائد.
وقُبيل انطلاق الحفل، كرَّم د. الجسار، والأمينة العامة المساعدة لقطاع الثقافة في المجلس عائشة المحمود، الفرقة الموسيقية والفنانين المشاركين.
وقبل أن يبدأ الفنان محمد فضل شاكر بالغناء وجَّه كلمة إلى الجمهور أعرب فيها عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في افتتاح المهرجان، ووصف الجمهور الكويتي بـ «الشعب الكريم، رفيع الذوق، المُحب للفن»، وهو ما قُوبل بتصفيق حار وترحيب كبير.
بعد ذلك تألق الفنان محمد خلال الأمسية بتقديم باقة من أجمل أعمال والده، حيث صدح بصوته العذب بمجموعة من الأغنيات التي لا تزال محفورة في الذاكرة العاطفية، منها: «فاكر لما تقلي»، تبعها بأداء مميَّز لأغنية «يا غايب»، التي تفاعل معها الحضور بحرارة.
وتوالت الروائع واحدةً تلو الأخرى، حيث غنَّى بإحساس عالٍ: «لو على قلبي»، و«فين لياليك»، قبل أن يُشعل المسرح بأداء شجي لأغنية «يا حياة الروح».
وكان الحضور في حالة انسجامٍ تام معه، إذ تردَّدت كلمات الأغاني بصوت الجمهور، الذي شاركه الغناء في أكثر من محطة، ليخلقوا معاً لحظات من الدفء والحنين.
وفي الشق الثاني من الأمسية، تألقت الفنانة الشعار بصوتها العذب وحضورها الآسر، حيث قدَّمت مجموعة مختارة من أغنيات الفنان فضل شاكر، بروحٍ جديدة وأداءٍ مفعم بالإحساس، منها أغنية «معقول»، التي أدَّتها بإحساس شفاف، قبل أن تنتقل بسلاسة إلى أغنية «أيام الجاي»، تلتها بـ «هوى الجنوب»، التي نقلت من خلالها دفء المشاعر إلى الجمهور.
وقدَّمت أيضاً: «ظلموني»، و«بعدها عالبال». وتواصل الأداء المُتقن في أغنيتَي «الله وأعلم»، و«اشتقتلك»، حيث لاقى صوتها تجاوباً كبيراً من الحاضرين، الذين لم يتردَّدوا في مشاركتها الغناء.
والمميَّز في الحفل، أن الفنانين محمد فضل شاكر ورنين الشعار قدَّما «دويتو» غنائياً مشتركاً، أضفى على الأمسية مزيداً من التألق والانسجام، حيث أدَّيا معاً اثنتين من أشهر أغنيات الفنان فضل شاكر، هما: «أحاول»، و«جمالك جمال»، في لحظة طربية تفاعل معها الجمهور بشكلٍ لافت.
واندمج الحضور مع الأداء الثنائي، مُردِّدين كلمات الأغنيتين، فيما قُوبل الـ «دويتو» بتصفيقٍ حار وإشادة واضحة، عكست الإعجاب بالتناغم الصوتي بين الفنانين، والحضور الفني اللافت الذي أضفياه على المسرح.
رنين الشعار: أحب صوت عوض الدوخي
قبل أن يبدأ الحفل، أعربت الفنانة رنين الشعار عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح مهرجان «صيفي ثقافي»، من خلال حفل بعنوان «أغنيات فضل شاكر»، والاحتفاء بالأغنية اللبنانية، مشيرة إلى أن الفنان فضل شاكر أثرى المكتبة اللبنانية بأعمال خالدة في وجدان الجمهور.
وأضافت: «سعيدة جداً بمشاركتي مع محمد فضل شاكر، وقد حضَّرنا باقة مميزة من أغاني الفنان فضل شاكر، التي أتمنَّى أن تنال إعجاب الجمهور الكويتي الذوَّاق». وذكرت الشعار أنها أول مرة تزور الكويت. وفي كلمة وجهتها إلى الجمهور الكويتي قبل الحفل، قالت: «قلبي عامر بالحُب والحماس. سمعت عن الجمهور الكويتي كثيراً، وأنا أحب الفن الكويتي، خصوصاً صوت الفنان الراحل عوض الدوخي، الذي أعتبره من أجمل الأصوات المتميزة والمتفردة في الأداء والإحساس».