«الملك توت» ينتظر موعداً جديداً لاستقبال ضيوفه

• مقتنياته الذهبية استقرت داخل المتحف الكبير... و«افتتاح مبهر» أواخر العام

نشر في 10-07-2025
آخر تحديث 09-07-2025 | 18:38
قناع توت عنخ آمون
قناع توت عنخ آمون

بعد سنوات طويلة من الغموض والأسرار التي أحاطت مقبرته الذهبية، يستعد الملك الفرعوني توت عنخ آمون لكتابة فصل جديد من رحلته الأبدية، هذه المرة في مكان أكثر اتساعاً يليق بمكانته كأشهر ملوك التاريخ، لكن العالم سيضطر إلى انتظار هذه اللحظة التاريخية عدة أشهر إضافية، فبعد تأجيل موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي كان مقرراً له 3 يوليو الجاري، قررت الحكومة تأجيل الافتتاح إلى الربع الأخير من العام الحالي.

تحت قباب أكبر متحف في العالم، ترقد كنوز الملك الشاب توت عنخ آمون بكل بهائها، في المكان الجديد الذي سيلتقي فيه الفرعون الذهبي ضيوفه من زائري المتحف المصري الكبير، على مسافة قريبة من أهرامات الجيزة، آخر عجائب الدنيا السبع.

ويترقب عشاق الحضارة المصرية القديمة افتتاح المتحف المصري الكبير، منذ أن جرى إعلان موعد له في 3 الجاري، خصوصاً وسط تصريحات المسؤولين المصريين التي أكدوا فيها أن الافتتاح سيكون «حدثا استثنائيا ومبهرا للعالم»، لكن تم إلغاء هذا الموعد بسبب التوترات التي شهدتها المنطقة، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إنه تقرر إرجاء الافتتاح إلى الربع الأخير من العام الجاري، في موعد سيجري تحديده لاحقا، لافتا إلى أن القرار جاء لضمان تقديم تجربة متكاملة تليق بعظمة الحضارة المصرية.

ويأتي التأجيل بعد نقل 163 قطعة من كنوز توت عنخ آمون بالفعل إلى مقرها الجديد، في عملية دقيقة أشرف عليها فريق مصري من المرممين وخبراء الآثار، في وقت قال وزير السياحة والآثار شريف فتحي: «نريد أن يرى العالم توت عنخ آمون في إطار يليق بمكانته. الافتتاح سيكون حدثا استثنائيا يضع مصر مجددا على خريطة السياحة الثقافية العالمية».

زيارات تجريبية

ووفق الموقع الرسمي للمتحف المصري الكبير على الإنترنت، أطلق المتحف تجربة زيارات محدودة، تشمل قاعات العرض الرئيسية والبهو العظيم والدرج العظيم، مع استثناء قاعات توت عنخ آمون التي ستظل مغلقة حتى الموعد الرسمي، وقال الرئيس التنفيذي للمتحف أحمد غنيم: «هذه الزيارات تتيح لنا اختبار تجربة الزائر وتطوير الخدمات قبل الافتتاح الكبير».

الاستعدادات تتواصل

وفي القاعات المخصصة لتوت عنخ آمون، يعمل الفنيون على تركيب أنظمة إضاءة متطورة تبرز جمال القطع الأثرية، بينها الكرسي الذهبي للاحتفالات والمقصورة الخشبية المذهبة للأواني الكانوبية. وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد: «الزائر سيشعر كأنه يعيش لحظة اكتشاف المقبرة عام 1922، لكن بتقنيات القرن الحادي والعشرين».

تذاكر وإعفاءات

وحدد القرار الوزاري رقم 458 لسنة 2025 سياسة تذاكر دخول المتحف، التي توازن بين الجدوى الاقتصادية والعدالة الثقافية، وأوضح أن الإعفاءات تشمل الأطفال وذوي الإعاقة البصرية وأسر الشهداء، مع تخفيضات للطلاب وكبار السن، كما خصص إجراءات خاصة للرحلات المدرسية وطلاب كليات الآثار والفنون.

استثمار في المستقبل

ويعد المتحف المصري الكبير، المقام على مساحة 500 ألف متر مربع، أكبر استثمار ثقافي لمصر في العصر الحديث، وقال وزير الآثار شريف فتحي: «المتحف ليس مجرد مبنى يعرض آثاراً، بل هو رسالة حضارة حية تصل الماضي العريق بمستقبل واعد».

back to top