حوار مع سمو الرئيس

نشر في 06-01-2023
آخر تحديث 05-01-2023 | 18:59
 أنور السهو

دخل العام الجديد وأملنا بعهد التغيير يتقلص يا سمو الرئيس، حكومة البشوت الصفراء، الصورة الأولى للعمل الجاد تنقصها اليوم السياسة الوطنية الضاربة لكل أنواع الفساد وأهمها الفساد الأخلاقي منبع كل فساد، فمثلنا كمن ينتظر أداة هدم تزيل قواعد ومعايير ملطخة بالعنصرية والفئوية، ثم تسخر لنا القاعدة الأولى في السياسة الوطنية، وهي تعزيز المواطنة والرقابة الذاتية.

سمو الرئيس، تهتمون بالمصالحة الحكومية النيابية لكن تفعيل القاعدة الثانية معطل، وهي قيادة البلد للمصلحة العامة دون الرضوخ لأهواء الشارع، أما القاعدة الثالثة والتي تحقق رؤية الكويت 2035 فهي تغيير الثقافة الاجتماعية التي تحتكم للوساطة والمحسوبية، وذلك بتعزيز دور التواصل الحكومي والمجتمع المدني والمساءلة العادلة، فالعمل الجماعي ركن مهم لنجاح أي حكومة وطنية تهدف إلى تنمية مستدامة لكن في الكويت يشعر المواطن عكس ذلك، فالعمل الفردي هو السائد واللجان وضعت لإزهاق أي تطلع مستقبلي، وتناقص الغلة أمر حتمي ما دامت التنمية البشرية أسفل اهتمامات الحكومة والرؤية الثاقبة تنقصها إرادة وطنية جازمة.

سمو الرئيس، أنا متفائل بوجودكم لكن الانفتاح الكبير على السلطة التشريعية ليس أمراً يصب في تقوية أعمدة التعاون بين السلطات في كل الأحوال، والواقعية تقول إن العمل السياسي النيابي غير منظم وينقصه كثيرٌ من الفطنة والحنكة، وشعارك الذي أستنبطه (المشاركة الشعبية الحقيقية وعدم الانفراد في السلطة) محل تقدير وفخر ويعبر عن مسيرة وطنية مفعمة بالإنجازات، لكن الشعارات لوحدها وإن كانت صادقة لا تكفي لوأد المشكلات المستمرة، فنحن لا نعيش أزمات حتى نطلب معايير غير عادية ومهارات استثنائية حتى نخرج من تلك المشكلات التي لا تدخل في نطاق الأزمة بل نريد حلولا تصحيحية، والبرنامج الحكومي الجديد يعطي تصوراً لدى الشارع الوطني بأن السلطة التنفيذية ستعجز عن عمله بسبب تجاهل البنية التحتية لتحقيقة وعدم وضوح الأولويات، وبعد فترة طويلة من الشلل في عمل السلطة التنفيذية والتشريعية نظن أن صناعة القرار في الكويت تحتاج ولادة مفهوم جديد، وهي إحساس الأمة بالمسؤولية الاجتماعية عن طريق الجرأة الحكومية والمصارحة والمكاشفة ومبدأ المصير المشترك. سيدي الرئيس: لا أخفي مدى افتخاري بدور الكويت الإنساني والمساعدات المقدمة للدول النامية والمتضررة، ومدى حزني أن خريطة القوة الصناعية لا تشمل الحدود الوطنية، فأزمة الدواء الجديدة دليل أن مطية الإمكانات المالية لم تُستغل الاستغلال الأمثل لخلق قطاع صحي قوي ومتكامل، وما يشدني بالفروسية أن السقوط يعني بداية جديدة لقيادة الفارس لذاك الجواد الجامح، وأنتم فارس الأمة وننتظر منكم إصابة الأهداف الوطنية العليا لازدهار الكويت واستقرارها.

back to top