الجيش يشجع نتنياهو على قبول هدنة غزة
تل أبيب تضرب موانئ الحديدة... والحوثي يرد بتوسيع القصف
مع توجه الأنظار إلى البيت الأبيض ترقباً لنتائج ثالث اجتماع من نوعه بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإعلان اتفاقهما على وقف العدوان على غزة، أبلغ الجيش الإسرائيلي، بقيادة رئيس الأركان إيال زامير، قيادته السياسية بأنه من المستحيل حالياً تحقيق هدفي الحرب المستمرة بالقطاع الفلسطيني منذ 640 يوماً بشكل متزامن، مؤكداً استحالة القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لديها في وقت واحد.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن «جيش الدفاع يرى ضرورة إعادة الأسرى أولاً، وطلب من القيادة السياسية أن تقرر ما يجب فعله حالياً».
وعلى الأرض، واصلت القوات الإسرائيلية حرب الإبادة الجماعية، وصعّدت عمليات القصف الوحشي للمنازل وتجمعات النازحين ومركز توزيع الطعام على الجوعى، وأحصت حكومة غزة ارتكابه 59 مجزرة ضد السكان المدنيين خلال الـ100 ساعة الماضية، أدت إلى 288 شهيداً و1088 جريحاً.
وقبل استقباله نتنياهو للمرة الثالثة منذ عودته للبيت الأبيض في يناير الماضي، قال ترامب للصحافيين في نيوجيرسي أمس الأول: «أعتقد أننا قريبون من التوصل إلى اتفاق بشأن غزة هذا الأسبوع، وهناك فرصة جيدة للاتفاق مع حماس»، مضيفاً: «نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، لكن فيما يتعلق بالمتبقين سيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع».
ومع بدء مفاوضات الدوحة غير المباشرة، أمل نتنياهو أن تساعد محادثاته مع ترامب ومسؤولي إدارته ونواب الكونغرس على «التقدم» نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن المفاوضين الإسرائيليين تلقوا تعليمات واضحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بشروط تقبلها إسرائيل.
ورغم انتهاء الجلسة الأولى من محادثات وقف إطلاق النار غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في قطر بشكل غير حاسم، أعرب مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى.
وقال ويتكوف لأعضاء الجالية اليهودية بولاية نيويورك مساء أمس الأول: «آمل أن تنتهي الحرب والأمور تتقدم في الاتجاه الصحيح»، مشيراً أن هناك «جهداً خاصاً» يُبذل لاستعادة جثامين القتلى الإسرائيليين أيضاً، وليس فقط الأحياء، وأوضح أن ترامب «عازم على تغيير وجه الشرق الأوسط، والتزامه بأمن إسرائيل قوي وواضح»، ودعوته نتنياهو إلى البيت الأبيض تعكس عمق العلاقة الشخصية والسياسية بينهما.
محادثات وإعلان
ولليوم الثاني، أجرت إسرائيل و«حماس» جولة جديدة من المحادثات غير مباشرة في قطر، لمناقشة الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح تدريجي للرهائن، وانسحاب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة.
ووصف مسؤول إسرائيلي الأجواء السائدة حتى الآن بأنها إيجابية، وقال مسؤول آخر إن قضية المساعدات الإنسانية نوقشت. وفي وقت سابق، قال مسؤولون فلسطينيون إن الجلسة الأولى من المحادثات انتهت بشكل غير حاسم، لأن الوفد الإسرائيلي لم يكن لديه تفويض كاف للتوصل إلى اتفاق مع «حماس».
وتتضمن مسودة مقترح وقف إطلاق النار، الذي سيعلنه ترامب شخصياً فور التوصل إليه، خطة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، تقوم خلالها «حماس» بإطلاق 10 رهائن أحياء ورفات 18 آخرين على مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين لم يتم تحديد عددهم بدقة، وزيادة المساعدات إلى غزة بشكل كبير، وتتولى الأمم المتحدة توزيعها.
كما ينص المقترح على انسحاب إسرائيل إلى منطقة عازلة على طول حدود غزة مع مصر، وبدء الأطراف، في اليوم الأول من إعلان الاتفاق، مفاوضات إنهاء الحرب، على أن يعمل الوسطاء، وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر، كضامنين لتفاوض الأطراف بحسن نية.
ورغم عدم وجود ضمانات بإنهاء الحرب، ينص المقترح على إصرار ترامب على أن المحادثات خلال الهدنة «ستؤدي إلى حل دائم للنزاع»، كما ينص على أنه إذا لم تكتمل مفاوضات إنهاء الحرب بعد 60 يوما، فقد يتم تمديد وقف إطلاق النار.
حرب اليمن
في تصعيد مواز، قصف الجيش الإسرائيلي أمس موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة رأس الكثيب للكهرباء في اليمن، مؤكداً أن رده على هجمات الحوثيين المتكررة، شاركت فيه نحو 20 طائرة مقاتلة، وتم إلقاء نحو 60 قنبلة، كما جرى استهداف السفينة غالاكسي ليدر المحتجزة لديهم منذ أشهر.
وبعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي، الذي تسبب في توقف محطة الكهرباء الرئيسية بميناء الحديدة عن العمل، وانقطاع التيار عن المدينة، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع عن تنفيذ «القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية مشتركة بـ11 صاروخاً وطائرة مسيرة، على مطار بن غوريون ومحطة كهرباء عسقلان وميناءي أسدود وأم الرشراش (إيلات)»، وأكد أن «الصواريخ والطائرات المسيرة وصلت إلى أهدافها بنجاح، والمنظومات الاعتراضية فشلت في التصدي لها».
وشدد سريع على أن «اليمن على أتم الجاهزية لإفشال كل مخططات العدو العسكرية وللمواجهة المستمرة والطويلة والتصدي للطائرات الحربية المعادية»، وقال: «اليمن لن يركع وسيعلم العدو المجرم أن العدوان على اليمن سيكلفه الكثير»، مؤكداً استمرار الحوثيين في «إسناد غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنها».
وهدد وزير الدفاع إسرائيل كاتس بشن المزيد من الهجمات، وقال: «ما ينطبق على إيران ينطبق على اليمن. أي طرف يرفع يده ضد إسرائيل، ستقطع يده. سيواصل الحوثيون دفع ثمن باهظ لقاء أفعالهم».