في المرمى: حساب رسمي... عقل عشوائي!

لم يكن ينقص رياضتنا المتدهورة والمضحكة من الأساس إلا دخول الأندية على خط مواقع التواصل الاجتماعي لتنضم إلى حملات «المعاياة» و«الطنازة»، وكأننا نعيش بطولات «الردح المفتوح» لا منافسات رياضية، فبدلاً من أن تكون حساباتها الرسمية واجهة إعلامية محترفة تعكس هوية النادي وتنقل أخباره، تحولت إلى حسابات «مينن» و«يهالو»، تنشر التلميحات وترد على الجماهير بـ «النفس القصير»، وتدخل في مشاحنات مع أندية أخرى، كأننا أمام حرب تغريدات لا مباريات.
الأندية اليوم تتعامل مع منصات التواصل و«X» تحديداً وكأنه «برايح الفريج» القديمة، وكل «أدمن» يحسب نفسه شاعر هجاء أو محللاً نفسياً، يتصيد التعليقات وينزل الردود وكأنها «لكمات»، وحساب كل نادٍ يُدار وكأنه حساب شخصي لمراهق حانق، يختار التغريدات بروح التشفي لا المسؤولية، يلمّح للنادي المنافس بطريقة سوقية، ويستعرض نتائج فريقه وكأنه فاز بكأس العالم، مع أنه بالكاد حقق تعادلاً أو فوزاً مشبوهاً، جمهورنا، المغلوب على أمره، وجد في هذا التهريج متنفساً للضحك، في ظل موسم لا يضحك فيه سوى الحظ مع بعض الفرق.
والمفارقة أن هذا العبث لا يحدث في الأندية الصغيرة أو الحسابات غير الرسمية فقط، بل صار نمطاً تتبعه بعض الأندية الكبرى التي تملك ميزانيات إعلامية، لكن لا تملك ذرة وعي بأن الإعلام الرياضي ليس حلبة مصارعة رقمية، أما الإدارات، فمشغولة إما بالتفرج أو بالتصفيق لمن يحقق لها «تفاعلاً»، ولو كان على حساب سمعة النادي وصورة الرياضة الكويتية أمام الخارج والروح الرياضية التي يجب أن تسود في المقام الأول وقبل كل شيء.
في السابق، كنا نلوم الصحافة الصفراء، أما اليوم، فقد أصبحت «الحسابات الرسمية» هي التي تنتج هذا اللون، وبجودة رديئة.
بنلتي
إذا استمر الحال على هذا الشكل، فلا تستغربوا إن بدأنا نتابع مبارياتنا عبر «سناب شات» بعدسات الكوميديا، ونقرأ أخبار الانتقالات في حسابات «المؤثرين»، ونحتفل بالبطولات من خلال «ستوري» فيه فلاتر وقلوب طائرة، ما دام الرسمي صار ساخراً، والجد صار هزلاً... فالمستقبل لا يبشر إلا ببطولات إلكترونية في «الردح».