ماسك يؤسس «حزب أميركا» بلا طموح رئاسي

نشر في 06-07-2025 | 10:56
آخر تحديث 06-07-2025 | 18:49
الملياردير إيلون ماسك خلال مؤتمر وزاري عقده ترامب في أبريل الماضي
الملياردير إيلون ماسك خلال مؤتمر وزاري عقده ترامب في أبريل الماضي

قال الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» و«سبايس إكس»، أمس، إنه أسس حزباً سياسياً جديداً يُدعى «حزب أميركا»، بعد أن اشتعل خلافه مع الرئيس دونالد ترامب من جديد.

وكتب ماسك، أغنى رجل في العالم، في منشور على منصة «إكس» التي يملكها، «بفارق 2 إلى 1، أنتم تريدون حزباً سياسياً جديداً، وستحصلون عليه! اليوم، تم تأسيس حزب أميركا ليعيد إليكم حريتكم»، وذلك بعدما أجاب 65 في المئة من نحو 1.2 مليون مشارك بـ«نعم» عن استطلاع نظمه ماسك يوم الجمعة حول تأسيس «حزب أميركا».

لكن لا ماسك ولا مستشاروه قدموا حتى الآن أي وثائق إلى لجنة الانتخابات الفدرالية تفيد بتأسيس كيان سياسي جديد تحت اسم «حزب أميركا»، حسبما أفادت «وول ستريت جورنال».

ومع ذلك، فإن خطوة ماسك في بدء تأسيس حزب ثالث محتمل تمثل أحدث محاولة منه لمواجهة ترامب، بعدما كان من أبرز داعميه في السابق، ورغم أن أي مرشح من حزب ثالث لم يفز بالرئاسة من قبل، فإن مثل هؤلاء يمكن أن يؤدوا دور «المخرّب» عبر سحب الأصوات من الحزبين الرئيسيين. وماسك، المولود في جنوب افريقيا، لا يمكنه الترشح في الانتخابات الرئاسية المستقبلية، إذ يجب على المرشحين أن يكونوا مولودين في الولايات المتحدة.

وبعد نشر الاستطلاع، الجمعة، طرح ماسك خطة محتملة لمحاولة انتزاع مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ، والتحول إلى «الصوت الحاسم» في التشريعات الرئيسية، وكتب على «اكس»: «إحدى الطرق لتنفيذ هذا الأمر هي التركيز على مقعدين أو 3 فقط في مجلس الشيوخ، ومن 8 إلى 10 مقاطعات في مجلس النواب».

ويتم التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب الأميركي الـ435 كل عامين، في حين يتم انتخاب فقط نحو ثُلث أعضاء مجلس الشيوخ، البالغ عددهم 100 عضو، والذين يخدمون لمدة 6 سنوات، كل عامين، ولم يتضح بعد مدى التأثير الذي قد يحدثه الحزب الجديد في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، أو في الانتخابات الرئاسية بعدها بعامين.

وكان ماسك حليفاً مقرباً لترامب، وقد موَّل حملته خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وكان مكلفاً خفض الإنفاق الفدرالي من خلال قيادته «لجنة الكفاءة الحكومية» (DOGE)، قبل أن ينخرط المليارديران في خلاف علني في مايو، وقد تجدد الصراع بين الرجلين حين اقترب الجمهوريون في الكونغرس من تمرير مشروع قانون الميزانية الضخم الذي تبناه ترامب، والذي يتضمن جعل العديد من تخفيضات الضرائب التي أُقرت عام 2017 دائمة.

وكان ماسك عارض هذا المشروع في وقت سابق، لكنه مع مرور القانون في مجلس الشيوخ بدأ يمارس ضغوطاً متزايدة على الجمهوريين لرفضه، وهدد بدعم منافسين لهم في الانتخابات التمهيدية إذا صوّتوا لصالحه.

وكتب ماسك، في منشور على «إكس»، الاثنين، «كل عضو في الكونغرس تعهد بخفض الإنفاق الحكومي ثم صوت فوراً لأكبر زيادة في الديون في التاريخ، ينبغي أن يشعر بالخزي! وسيفقدون مقاعدهم في الانتخابات التمهيدية العام المقبل، ولو كان هذا آخر ما أفعله في حياتي». ووفقاً للإفصاحات، أنفق ماسك نحو 300 مليون دولار عام 2024 لدعم ترامب وجمهوريين آخرين.

ورد ترامب مهدداً بأنه قد يستعين بـ«وزارة كفاءة الحكومة»، والتي أسسها ماسك لاستهداف العقود الحكومية التي تستفيد منها شركات ماسك. وكتب ترامب على «تروث سوشيال» الثلاثاء: «لا مزيد من إطلاق الصواريخ، أو الأقمار الصناعية، أو إنتاج السيارات الكهربائية، وسنوفر ثروة هائلة. ربما علينا أن نطلب من DOGE أن تلقي نظرة صارمة على هذا الأمر؟ هناك أموال طائلة يمكن توفيرها!!!».

ورغم تهديدات ماسك، فإن مشروع القانون أُقر لاحقاً في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ووقعه الرئيس ليصبح قانوناً نافذاً في 4 يوليو، ولم يصوّت ضد القانون سوى خمسة جمهوريين في المجلسين.

back to top