غزة تترقب «هدنة ترامب»

نتنياهو يخطط لخروج تدريجي من الحرب يشمل التطبيع مع شركاء واشنطن

نشر في 05-07-2025 | 14:29
آخر تحديث 05-07-2025 | 19:32
 الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو

استبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاءه الثالث والحاسم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض غداً، ورجح إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، مشيراً إلى رد حركة «حماس» الإيجابي على المقترح، الذي صاغته إدارته بالتعاون مع قطر ومصر.

وقال ترامب، أثناء توجهه، أمس، من ماريلاند إلى نيوجيرسي، من «الجيد أن حماس ردت بروح إيجابية، وقد نشهد هذا الأسبوع اتفاقاً بشأن غزة، لكنني لم أطلع بعد على مستجدات الوضع ولم أتلق إفادة رسمية».

وأوضح ترامب أنه «متفائل كثيراً» بوقف النار بين إسرائيل و«حماس» رغم أن «الأمر يتغير بين يوم وآخر».

وأضاف: «علينا أن نفعل شيئاً بخصوص غزة. نحن نرسل الكثير من المال والمساعدات».

وفي اليوم نفسه، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت عن مسؤولين إسرائيليين أن ترامب يعتزم إعلان صفقة تبادل الأسرى خلال لقائه المرتقب والحاسم لمستقبل قطاع غزة مع نتنياهو يوم الاثنين المقبل.

وقبل اجتماع المجلس الأمني المصغر (الكابينيت) لاتخاذ قرار بشأن رد «حماس»، أكد مسؤولون حكوميون أن نتنياهو مصمم على التوصل إلى اتفاق بأي ثمن، ويعتبر أن الفرصة السياسية الراهنة «نادرة الحدوث وتاريخية».


فلسطيني في منزل بمخيم الشاطئ المدمر (شينخوا) فلسطيني في منزل بمخيم الشاطئ المدمر (شينخوا)

وقال المحلل مايكل هورويتز: «سنرى اجتماعاً استراتيجياً يُنتج صفقة كبيرة على غرار ما يحب ترامب، حتى نتنياهو يُدرك أنّنا نقترب من إتمام ما يمكن تحقيقه في غزة، وأنّ الوقت قد حان للتخطيط للخروج تدريجياً بالتوازي مع جهود رامية إلى تطبيع العلاقات مع شركاء إقليميين لواشنطن، مثل السعودية».

وبحسب المسؤولين، فإن إسرائيل تلقت رد «حماس» وتدرس التفاصيل، «ولم يُتخذ أي قرار في هذه المرحلة».

وفي وقت سابق، أعلنت «حماس» أنها أكملت مشاوراتها الداخلية مع الفصائل والقوى حول مقترح وقف عدوان الاحتلال، وقامت بتسليم الوسطاء رداً اتسم بالإيجابية»، مضيفة أنها «جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار».

ودعمت حركة الجهاد قرار «حماس»، لكنها طلبت «ضمانات» بتحويل الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار. وقالت إنها «قدمت بعض الملاحظات التفصيلية حول آلية تنفيذ المقترح».

وبحسب مسودة الاتفاق، فإنه سيتم بدون مراسم أو تغطيات إعلامية إطلاق 8 رهائن إسرائيليين أحياء في اليوم الأول و5 جثث في اليوم السابع و5 جثث أخرى في اليوم 30 وإطلاق رهينتين أحياء في اليوم 50 وتسليم 8 جثث إضافية في اليوم 60.

وفي اليوم العاشر، تُقدّم «حماس» معلومات كاملة عن جميع الرهائن المتبقين، تشمل إثباتات حياة، تقارير طبية، أو شهادات وفاة وضمان أمنهم. وفي المقابل، تلتزم إسرائيل بتقديم معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ 7 أكتوبر، كذلك أعداد القتلى منهم.

وتوضح المسودة أن المفاوضات ستُختتم خلال 60 يوماً من بدء الاتفاق ويمكن تمديدها، وفي حال التوصل إلى اتفاق نهائي، يتم الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء والأموات.

وينص الاتفاق على أن توقف إسرائيل نشاطها العسكري فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وتبدأ بسحب قواتها وإعادة انتشارهم في اليوم الأول، وتسمح بإدخال المساعدات لغزة بكميات مناسبة وبالوتيرة المتفق عليها في هدنة 19 يناير الماضي.

وتشير الوثيقة إلى أن ترامب سيعلن شخصياً عن التوصل إلى وقف إطلاق النار، وسيُظهر «أقصى درجات الجدية» في ضمان الالتزام به. كما تؤكد أنه تحت «قيادة ترامب، سيلتزم الطرفان ببذل الجهود لضمان استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق نهائي»، فيما يتعهد الضامنون بإجراء «محادثات جادة حول الترتيبات اللازمة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم».

وعلى الأرض، واصل الاحتلال تصعيده الدامي، متسبباً في مقتل نحو 50 فلسطينياً وإصابة العشرات في غاراته المستمرة على غزة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، أنّه طلب من نظيره الأميركي التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات، والتي تقول الأمم المتحدة إنّها أسفرت عن مقتل أكثر من 500.

back to top